spot_img

ذات صلة

إسرائيل تهدد بحرب جديدة إذا لم يسلم حزب الله سلاحه

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية غير المسبوقة، عادت نبرة التهديد العسكري لتتصدر المشهد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. حيث ألمحت القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل بشكل صريح إلى احتمالية شن عملية عسكرية واسعة النطاق، أو ما وصفته بـ “حرب جديدة”، في حال لم يقم حزب الله بسحب قواته من المناطق الحدودية أو تسليم سلاحه الثقيل الذي يهدد المستوطنات الشمالية، وفقاً للرواية الإسرائيلية.

سياق الصراع والقرار الأممي 1701

لا يمكن قراءة هذه التهديدات بمعزل عن السياق التاريخي للصراع، وتحديداً منذ حرب تموز عام 2006. في ذلك الوقت، انتهت العمليات العسكرية بصدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي نص على وقف الأعمال العدائية ونشر الجيش اللبناني في الجنوب بالتعاون مع قوات اليونيفيل، مع التأكيد على خلو المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني من أي وجود مسلح لغير القوات الشرعية. تتهم إسرائيل حزب الله بخرق هذا القرار بشكل ممنهج عبر بناء بنية تحتية عسكرية متطورة بالقرب من الحدود، وهو ما يعتبره الحزب جزءاً من استراتيجية الردع والدفاع عن لبنان.

ارتباط الجبهات وتداعيات حرب غزة

اكتسبت هذه التهديدات زخماً جديداً وخطراً عقب أحداث السابع من أكتوبر واندلاع الحرب في غزة. حيث انخرط حزب الله في مواجهات يومية عبر الحدود تحت شعار “إسناد غزة”، مما أدى إلى إخلاء عشرات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين من الشمال، ومثلهم من سكان القرى اللبنانية الجنوبية. ترى إسرائيل أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر، وأن عودة سكان الشمال تتطلب ضمانات أمنية قاطعة، إما عبر الدبلوماسية أو القوة العسكرية.

التحركات الدولية والسيناريوهات المتوقعة

على الصعيد الدولي، تسابق العواصم الكبرى، وعلى رأسها واشنطن وباريس، الزمن لمنع انزلاق الأمور إلى حرب شاملة. يدرك المجتمع الدولي أن أي حرب مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله لن تكون نزهة، بل قد تؤدي إلى دمار هائل في البنية التحتية اللبنانية وتلحق أضرراً جسيمة بالعمق الإسرائيلي، فضلاً عن خطر توسع الصراع ليشمل قوى إقليمية أخرى. وتتركز الجهود الدبلوماسية حالياً على إيجاد صيغة معدلة لتطبيق القرار 1701 تضمن ابتعاد قوات النخبة في حزب الله (قوة الرضوان) لمسافة آمنة عن الحدود، مقابل ضمانات بوقف الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية.

يبقى السؤال المفتوح: هل تنجح الدبلوماسية في نزع فتيل الانفجار، أم أن المنطقة مقبلة على صيف ساخن قد يغير الخرائط والتوازنات في الشرق الأوسط؟

spot_imgspot_img