spot_img

ذات صلة

تحليق مسيّرات إسرائيلية فوق بيت جن بريف دمشق وهدوء حذر

ساد جو من التوتر والترقب منطقة «بيت جن» ومزرعتها في ريف دمشق الغربي، عقب رصد تحليق مكثف لطائرات استطلاع ومسيّرات إسرائيلية في أجواء المنطقة، مما أثار مخاوف السكان من احتمالية شن غارات جوية جديدة. ويأتي هذا النشاط الجوي بالتزامن مع حالة من الهدوء الحذر التي تسيطر على المنطقة المتاخمة للحدود الإدارية مع محافظة القنيطرة والجولان السوري المحتل.

الأهمية الاستراتيجية لمنطقة بيت جن

تكتسب منطقة بيت جن أهمية استراتيجية وجغرافية بالغة الحساسية، حيث تقع في سفوح جبل الشيخ (حرمون)، وتشكل مثلثاً جغرافياً يربط بين ريف دمشق الغربي، وريف القنيطرة الشمالي، والحدود اللبنانية. ونظراً لقربها الشديد من خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل، تعتبر إسرائيل هذه المنطقة “نقطة ساخنة” وتراقبها بحذر شديد، خشية تحولها إلى قاعدة متقدمة للفصائل المسلحة أو القوات الموالية لإيران وحزب الله اللبناني.

سياق التوترات الإسرائيلية في سوريا

لا يعد هذا التحليق حدثاً معزولاً، بل يأتي ضمن استراتيجية عسكرية إسرائيلية طويلة الأمد تُعرف باسم “المعركة بين الحروب”. تهدف هذه الاستراتيجية إلى منع التموضع العسكري الإيراني في سوريا وقطع طرق إمداد الأسلحة المتطورة. وقد شهدت المناطق الجنوبية من سوريا، بما فيها ريف دمشق والقنيطرة، عشرات الضربات الجوية والقصف المدفعي خلال السنوات الماضية، استهدفت مواقع عسكرية ونقاط مراقبة، مما يجعل أي نشاط جوي إسرائيلي نذير شؤم للسكان المحليين.

الخلفية التاريخية والوضع الميداني

عانت منطقة بيت جن لسنوات من ويلات الحرب السورية، حيث كانت آخر معاقل المعارضة المسلحة في الغوطة الغربية قبل أن تستعيد الحكومة السورية السيطرة عليها بموجب اتفاقيات تسوية ومصالحات قبل عدة سنوات. ورغم عودة مؤسسات الدولة، إلا أن المنطقة لا تزال تشهد بين الحين والآخر توترات أمنية، سواء بسبب الملاحقات الداخلية أو التهديدات الخارجية المتمثلة في الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة التي تطال أحياناً شخصيات قيادية أو مواقع يُشتبه في استخدامها لأغراض عسكرية.

التأثير الإقليمي والمخاوف من التصعيد

يأتي هذا التطور في ظل ظروف إقليمية بالغة التعقيد، حيث تشهد المنطقة حالة من الغليان وعدم الاستقرار. ويرى مراقبون أن تكثيف طلعات الاستطلاع الإسرائيلية غالباً ما يسبق عمليات استهداف دقيقة، وهو ما يفسر حالة “الهدوء الحذر” التي يعيشها الأهالي، الذين يخشون أن تكون منطقتهم ساحة لتصفية حسابات إقليمية. إن استمرار هذه الانتهاكات الجوية لا يهدد فقط أمن المنطقة المحلية، بل يساهم في زيادة هشاشة الوضع الأمني في الجنوب السوري عموماً، مما قد يؤدي إلى تداعيات غير محسوبة في حال حدوث أي خطأ في الحسابات العسكرية من أي طرف.

spot_imgspot_img