أثارت المشاهد الكوميدية التي جمعت بين النجم كريم عبد العزيز والنجمة دينا الشربيني حالة من التفاعل الكبير بين الجمهور، خاصة تلك التي تمحورت حول "ورقة الطلاق" التي شكلت نقطة تحول محورية في السياق الدرامي لأحدث تعاون فني بينهما. يأتي هذا الصراع الكوميدي ضمن أحداث فيلم "البعض لا يذهب للمأذون مرتين"، الذي أعاد طرح قضايا الزواج والطلاق في المجتمع المصري ولكن بقالب ساخر وغير تقليدي، مما جعله يتصدر أحاديث منصات التواصل الاجتماعي لفترات طويلة.
قصة الفيلم والسياق الدرامي
تدور أحداث العمل حول الإعلامي "خالد"، الذي يجسد دوره كريم عبد العزيز، وزوجته التي تلعب دورها دينا الشربيني. تتصاعد الأحداث عندما يقرر الزوج خوض تجربة إعلامية جريئة تهدف إلى كشف الحقائق المخفية وراء العلاقات الزوجية في مصر، مما يؤدي إلى مفارقات كوميدية صارخة تنفجر عندما يتم طرح فكرة "ورقة الطلاق" كاختبار لمدى صلابة العلاقات. هذا الخط الدرامي لم يكن مجرد وسيلة للإضحاك، بل كان مرآة عاكسة لتخوفات حقيقية لدى الأزواج، مما أضاف عمقاً للعمل يتجاوز مجرد الكوميديا السطحية.
الكيمياء الفنية وتاريخ التعاون
يُعد هذا التعاون بين كريم عبد العزيز ودينا الشربيني محطة هامة في مسيرة كل منهما. فكريم عبد العزيز، الذي يمتلك رصيداً ضخماً من الأعمال الناجحة بدءاً من "أبو علي" و"واحد من الناس" وصولاً إلى ملحمة "الفيل الأزرق"، عاد من خلال هذا العمل إلى ملعبه المفضل في الكوميديا الاجتماعية. في المقابل، أثبتت دينا الشربيني قدرتها العالية على التلون بين التراجيديا والكوميديا، حيث شكلت مع كريم ثنائياً متناغماً استطاع أن يوازن بين الرومانسية والمواقف الهزلية، بمساندة النجم ماجد الكدواني الذي أضاف نكهة خاصة للعمل.
أهمية العمل وتأثيره المجتمعي
من الناحية الاجتماعية والثقافية، يكتسب هذا النوع من الأعمال أهمية خاصة في السينما المصرية والعربية. فالسينما المصرية لطالما كانت رائدة في مناقشة قضايا الأحوال الشخصية عبر الشاشة الفضية، بدءاً من كلاسيكيات الستينيات وصولاً إلى العصر الحديث. فيلم "البعض لا يذهب للمأذون مرتين" لا يكتفي بالترفيه، بل يطرح تساؤلات جدلية حول ارتفاع معدلات الطلاق وتأثير الروتين على الحياة الزوجية. نجاح الفيلم في شباك التذاكر وتحقيقه لإيرادات ضخمة يعكس تعطش الجمهور العربي للأعمال التي تمس واقعه اليومي بأسلوب خفيف الظل، بعيداً عن التعقيد الدرامي المظلم.
الخلفية التاريخية للعنوان
تجدر الإشارة إلى أن عنوان الفيلم يستحضر نوستالجيا خاصة لدى الجمهور، حيث يتشابه مع اسم الفيلم الكلاسيكي الشهير "البعض يذهب للمأذون مرتين" الذي أنتج في السبعينيات وقام ببطولته الزعيم عادل إمام والنجم نور الشريف. هذا الربط الذكي بين الماضي والحاضر ساهم في جذب شرائح عمرية مختلفة لمشاهدة الصراع الكوميدي الجديد بين كريم ودينا، ليؤكد أن قضايا الزواج تظل مادة خصبة للإبداع السينمائي مهما اختلفت العصور.


