spot_img

ذات صلة

روسيا ترفض تعديلات أوروبا على خطة سلام أوكرانيا الأمريكية

أعلن الكرملين يوم الاثنين عن رفضه القاطع للتعديلات التي أدخلها الأوروبيون على خطة سلام أمريكية مقترحة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكداً في الوقت ذاته أن العديد من بنود الخطة الأمريكية الأصلية تبدو مقبولة لموسكو. ويأتي هذا الموقف ليعكس التعقيدات الدبلوماسية وتشابك المصالح بين القوى الدولية الكبرى في سعيها لإيجاد حل للنزاع المستمر.

في بيان رسمي، أوضح الكرملين أن التقارير الإعلامية حول التعديلات الأوروبية “غير بناءة” ولا تتماشى مع الموقف الروسي. وأضاف أن أي مشروع خطة سلام يجب أن يخضع لنقاش وتعديلات مشتركة تشمل جميع الأطراف المعنية، وهي روسيا وأوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة. ونفت الرئاسة الروسية وجود أي خطط لعقد اجتماع وشيك بين الوفدين الروسي والأمريكي هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن موسكو لم تتلقَ أي معلومات رسمية بخصوص المحادثات التي جرت في جنيف مؤخراً.

خلفية الصراع والجهود الدبلوماسية

تعود جذور هذا الموقف إلى الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، والذي أشعل أكبر صراع عسكري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. منذ ذلك الحين، باءت عدة محاولات دبلوماسية بالفشل في التوصل إلى تسوية دائمة. وقد شهدت الساحة الدولية مبادرات سلام متعددة، بما في ذلك مقترحات من الصين ودول أفريقية وتركيا، لكنها لم تنجح في جسر الهوة العميقة بين مواقف كييف وموسكو المتعارضة بشكل جذري.

تباين المواقف الدولية

الخطة الأمريكية الأصلية، التي تتألف من 28 نقطة حسب التقارير، قوبلت بالرفض من قبل حلفاء أوكرانيا الأوروبيين، الذين اعتبروها منحازة بشكل كبير لصالح روسيا. تضمنت الخطة، بحسب مصادر، مطالب مثيرة للجدل مثل تنازل كييف عن مساحات واسعة من أراضيها وتقليص حجم جيشها بشكل كبير. هذا الأمر دفع الأوروبيين إلى التدخل وتعديل الخطة لحماية مصالح أوكرانيا والأمن الأوروبي.

في هذا السياق، أكد وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، أن المحادثات التي جرت في جنيف بين الولايات المتحدة وأوكرانيا لتعديل الخطة كانت “نجاحاً هائلاً” للأوروبيين. وأوضح أنه تم حذف جميع النقاط المتعلقة بأوروبا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشدداً على أنه “لا يمكن إبرام أي اتفاق دون موافقة الأوروبيين والأوكرانيين”.

أهمية الموقف الأوروبي الموحد وتأثيره

من جانبه، شدد رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، بعد مباحثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على أن “الموقف الأوروبي الموحد والمنسق أمر رئيسي لضمان تحقيق نتائج جيدة من مفاوضات السلام”. إن وحدة الموقف الأوروبي لا تضمن فقط دعم أوكرانيا سياسياً وعسكرياً، بل تعزز أيضاً من ثقل القارة في أي مفاوضات مستقبلية، وتؤثر بشكل مباشر على الأمن الإقليمي والاستقرار الدولي. ومن المقرر أن يناقش قادة دول الاتحاد الأوروبي جهود السلام المستمرة على هامش اجتماع بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي، مما يظهر الأبعاد العالمية للأزمة.

spot_imgspot_img