دشن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حزمة جديدة من البرامج التدريبية والمهنية الموجهة للنساء والأسر المعيلة في محافظة حضرموت، وذلك ضمن استراتيجيته المستمرة لدعم التمكين الاقتصادي وتحسين سبل العيش في اليمن. وتأتي هذه الخطوة استجابة للحاجة الماسة لتحويل العمل الإغاثي من مجرد تقديم المساعدات العينية المباشرة إلى خلق فرص عمل مستدامة تضمن الكرامة والاستقلال المادي للمستفيدين.
وتتضمن الحزمة التدريبية مجموعة متنوعة من التخصصات الحرفية والمهنية التي تتناسب مع احتياجات السوق المحلي في حضرموت، مثل الخياطة والتطريز، وصناعة المعجنات والمواد الغذائية، وصيانة الهواتف، وغيرها من الحرف اليدوية. وتهدف هذه الدورات إلى تزويد المشاركات بالمهارات الفنية اللازمة، بالإضافة إلى تقديم أدوات المهنة في نهاية التدريب، مما يمكنهن من إطلاق مشاريعهن الصغيرة الخاصة فور التخرج.
التحول نحو التنمية المستدامة
يأتي هذا المشروع في سياق تحول نوعي في طبيعة المساعدات السعودية المقدمة لليمن. فبينما كانت السنوات الأولى للأزمة تركز بشكل أساسي على الإغاثة الطارئة والغذاء والدواء، بات التركيز الآن ينصب بشكل متزايد على مشاريع “التعافي المبكر” والتنمية المستدامة. ويدرك القائمون على المركز أن التمكين الاقتصادي للمرأة اليمنية هو حجر الزاوية في استقرار الأسرة، خاصة في ظل تزايد أعداد الأسر التي تعولها نساء نتيجة ظروف الحرب وفقدان المعيل.
السياق الاقتصادي وأهمية التوقيت
تكتسب هذه البرامج أهمية مضاعفة بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الراهن في اليمن، حيث يعاني الريال اليمني من تذبذب حاد وتضخم أدى إلى تآكل القدرة الشرائية للمواطنين. وتعد محافظة حضرموت، بكونها منطقة مستقرة نسبياً، بيئة خصبة لنجاح المشاريع الصغيرة والمتوسطة. لذا، فإن رفد السوق بأيادٍ عاملة مدربة ومؤهلة يساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية المحلية ويخفف من وطأة البطالة والفقر.
الدور الريادي لمركز الملك سلمان
منذ تأسيسه في عام 2015، لعب مركز الملك سلمان للإغاثة دوراً محورياً في المشهد الإنساني اليمني، حيث نفذ مئات المشاريع في مختلف القطاعات بما في ذلك الصحة، التعليم، والمياه، والإصحاح البيئي. وتعد مشاريع التدريب المهني ودعم قطاع الأعمال جزءاً من التزام المملكة العربية السعودية بدعم الشعب اليمني في كافة المحافظات دون تمييز، سعياً لتحقيق مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.
ختاماً، تمثل هذه البرامج التدريبية في حضرموت نموذجاً يحتذى به للعمل الإنساني الذي لا يكتفي بإطعام الجائع، بل يعلمه كيف يوفر قوته بنفسه، مما يعزز من صمود المجتمع اليمني في وجه التحديات الاقتصادية والمعيشية الراهنة.


