تصعيد خطير في بيروت: قائد الجيش اللبناني يندد بالغارة الإسرائيلية
في تصعيد جديد يهدد بزعزعة الاستقرار الهش على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، أدان قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون بشدة الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت. واعتبر العماد عون هذا القصف، الذي وقع في يوم يحتفل فيه اللبنانيون، “دليلاً إضافياً” على أن إسرائيل تتجاهل الدعوات الدولية المتكررة لوقف اعتداءاتها، وتصر على رفض تطبيق القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، والمساعي الدبلوماسية الرامية إلى إعادة الاستقرار للمنطقة.
سياق التوتر المستمر على الجبهة الشمالية
يأتي هذا الاستهداف في سياق المواجهات العسكرية المتقطعة والمستمرة بين حزب الله وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر 2023، والتي اندلعت تزامناً مع الحرب في قطاع غزة. وقد شهدت هذه الفترة تبادلاً يومياً للقصف عبر الخط الأزرق، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين على جانبي الحدود. وتعتبر هذه الغارة في عمق الضاحية الجنوبية، التي تعد معقلاً رئيسياً لحزب الله، خرقاً كبيراً لقواعد الاشتباك التي سادت بشكل غير رسمي منذ بداية المواجهات، مما يثير مخاوف جدية من توسع رقعة الصراع إلى حرب شاملة.
أهمية الاستهداف وتداعياته المحتملة
أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمسؤوليته عن الغارة، معلناً أنها استهدفت القيادي البارز في حزب الله هيثم علي الطبطبائي، الذي وصفه بأنه “رئيس أركان الحزب”. إن استهداف شخصية بهذا المستوى في منطقة تعد الأكثر تحصيناً أمنياً للحزب في بيروت يحمل دلالات خطيرة على المستوى العسكري والسياسي. من جهة، يعكس نية إسرائيل رفع مستوى عملياتها، ومن جهة أخرى، يضع حزب الله أمام ضغوط للرد بشكل قد يؤدي إلى دوامة عنف يصعب السيطرة عليها. وقد أسفرت الغارة، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، عن مقتل شخص وإصابة 21 آخرين، مما يضيف بعداً إنسانياً مأساوياً للحدث.
دعوة للمجتمع الدولي وتحذير من العواقب
في بيانه، جدد العماد عون دعوة لبنان للمجتمع الدولي “لتحمل مسؤولياته والتدخل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه”. وأضاف أن لبنان، الذي التزم بوقف الأعمال العدائية وقدم مبادرات متعددة، يحذر من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة بأكملها. وتأتي هذه الدعوة في وقت تكثف فيه أطراف دولية، كالولايات المتحدة وفرنسا، جهودها الدبلوماسية لاحتواء الموقف ومنع الانزلاق نحو حرب واسعة النطاق قد تكون مدمرة للبنان والمنطقة.


