spot_img

ذات صلة

منح الجنسية اللبنانية لرئيس الفيفا جياني إنفانتينو

أثار خبر منح الجنسية اللبنانية لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، اهتماماً واسعاً في الأوساط الرياضية والسياسية في لبنان، حيث سلط هذا الحدث الضوء على عمق العلاقة التي تربط المسؤول الدولي الأول عن كرة القدم ببلاد الأرز. وتأتي هذه الخطوة كبادرة تقديرية رفيعة المستوى، تعكس رغبة لبنان في تعزيز حضوره على الخارطة الرياضية الدولية وتوطيد العلاقات مع المؤسسات الكروية الكبرى.

خلفيات المرسوم الرئاسي والعلاقة الشخصية

تاريخياً، يُعتبر منح الجنسية اللبنانية لشخصيات أجنبية بموجب مرسوم رئاسي إجراءً استثنائياً يُتخذ تكريماً لشخصيات قدمت خدمات جليلة للوطن أو لتعزيز الروابط الثقافية والرياضية. وفي حالة جياني إنفانتينو، لا تقتصر العلاقة على الجانب الرسمي والرياضي فحسب، بل تمتد إلى روابط عائلية وثيقة، حيث أن إنفانتينو متزوج من سيدة لبنانية (لينا الأشقر)، مما يجعله صهراً للبنان ومطلعاً عن كثب على الثقافة والتقاليد اللبنانية. وقد جاء توقيع مرسوم التجنيس (الذي تم في عهد الرئيس السابق ميشال عون) تتويجاً لهذه العلاقة الوطيدة.

دعم الفيفا لكرة القدم اللبنانية

من الناحية العملية، يحمل هذا الحدث دلالات مهمة لمستقبل كرة القدم في لبنان. فقد أظهر إنفانتينو خلال فترة رئاسته للفيفا اهتماماً خاصاً بتطوير البنية التحتية الرياضية في الدول النامية، وكان للبنان نصيب من هذا الاهتمام عبر مشاريع برنامج “FIFA Forward”. زيارات إنفانتينو السابقة إلى بيروت ولقاءاته مع المسؤولين في الاتحاد اللبناني لكرة القدم أكدت دائماً على التزام الفيفا بدعم الكرة اللبنانية، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي عصفت بالبلاد وأثرت سلباً على القطاع الرياضي وصيانة الملاعب.

الأبعاد الدولية وتأثير القرار

على الصعيد الدولي، يُنظر إلى هذه الخطوة كرسالة انفتاح من الدولة اللبنانية تجاه المجتمع الرياضي العالمي. وجود شخصية بوزن رئيس الفيفا يحمل الجنسية اللبنانية قد يسهل قنوات الاتصال الدبلوماسي الرياضي، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات التدريب، التحكيم، وتطوير الفئات العمرية. كما يعزز هذا الإجراء من مكانة لبنان في المحافل الدولية، مؤكداً أن الرياضة تظل جسراً للتواصل الحضاري بعيداً عن التعقيدات السياسية.

خاتمة

إن منح الجنسية لجياني إنفانتينو ليس مجرد إجراء بروتوكولي، بل هو حدث يحمل في طياته آمالاً بانعكاسات إيجابية على واقع الرياضة المحلية. وبينما يستمر النقاش حول توقيت وآليات منح الجنسية في لبنان بشكل عام، يظل الجانب الرياضي في هذا الملف هو الأكثر إشراقاً، حيث يأمل الجمهور اللبناني أن تترجم هذه العلاقة المميزة إلى مشاريع ملموسة تنهض بكرة القدم اللبنانية لتعود للمنافسة بقوة على الساحتين الآسيوية والعربية.

spot_imgspot_img