أكد سفير جمهورية ليتوانيا لدى المملكة العربية السعودية، في تصريحات صحفية لصحيفة «عكاظ»، أن الدبلوماسية السعودية تلعب دوراً محورياً وحاسماً في التعامل مع الأزمات الإقليمية والدولية الراهنة، مشيداً بالجهود الضخمة التي تبذلها الرياض لتعزيز الاستقرار وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة في العديد من الملفات الشائكة.
دور ريادي في حل النزاعات
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم تحولات جيوسياسية كبرى، حيث برزت المملكة العربية السعودية كلاعب أساسي وشريك موثوق في جهود الوساطة الدولية. وقد نجحت الدبلوماسية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية في قيادة حراك سياسي نشط يهدف إلى تصفير المشاكل ونزع فتيل الأزمات، بدءاً من الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن، وصولاً إلى استضافة محادثات جدة بشأن الأزمة السودانية، فضلاً عن دورها البارز في عمليات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما لاقى ترحيباً واسعاً من المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الأوروبية مثل ليتوانيا.
ثقل سياسي واقتصادي مؤثر
ويرى المراقبون أن الإشادة الليتوانية تعكس إدراكاً أوروبياً متزايداً لأهمية الدور السعودي، ليس فقط كقوة اقتصادية عالمية مؤثرة في أسواق الطاقة، بل كصانع سلام يمتلك أدوات دبلوماسية ناعمة وقوية في آن واحد. وتستند هذه الرؤية إلى السياسة المتزنة التي تنتهجها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، والتي ترتكز على احترام السيادة الوطنية للدول، والالتزام بمواثيق الأمم المتحدة، والدعوة الدائمة للحوار كسبيل وحيد لحل الخلافات.
العلاقات السعودية الليتوانية وآفاق التعاون
على صعيد العلاقات الثنائية، تشهد الروابط بين الرياض وفيلنيوس تطوراً ملحوظاً، حيث تسعى ليتوانيا لتعزيز شراكتها مع المملكة في مجالات التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والأمن الغذائي. وتنظر ليتوانيا إلى المملكة كبوابة رئيسية للمنطقة، في حين تمثل ليتوانيا شريكاً مهماً في منطقة البلطيق والاتحاد الأوروبي. ويأتي حديث السفير ليؤكد تطابق الرؤى بين البلدين حول ضرورة تكاتف الجهود الدولية لمواجهة التحديات الإنسانية والأمنية التي تهدد السلم العالمي.
البعد الإنساني في الدبلوماسية السعودية
لا يمكن إغفال الشق الإنساني الذي يرافق التحركات السياسية السعودية، حيث تضطلع المملكة بجهود إغاثية ضخمة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يقدم يد العون للمتضررين من الكوارث والحروب دون تمييز. هذا التكامل بين العمل الدبلوماسي والعمل الإنساني يعزز من مصداقية المملكة ويجعلها ركيزة لا غنى عنها في معادلة الأمن والاستقرار الدوليين، وهو ما شدد عليه السفير الليتواني في سياق حديثه عن تعامل المملكة مع الأزمات.


