استقبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، في مكتبه بالإمارة، سفير المملكة المتحدة لدى المملكة العربية السعودية، السيد نيل كرومبتون، الذي تم تعيينه حديثاً في منصبه. وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية، ومناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، واستعراض سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات.
يأتي هذا اللقاء في إطار العلاقات التاريخية والاستراتيجية الراسخة التي تجمع بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، والتي تمتد لأكثر من قرن من الزمان. وتُعد هذه الشراكة من أقدم وأهم العلاقات الدبلوماسية في المنطقة، حيث قامت على أسس متينة من التعاون السياسي والاقتصادي والأمني. وعلى مر العقود، شهدت العلاقات تطوراً ملحوظاً، وتعمقت من خلال الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى والاتفاقيات المشتركة التي غطت قطاعات حيوية مثل التجارة، والاستثمار، والدفاع، والتعليم، والثقافة.
يكتسب هذا اللقاء أهمية خاصة كونه يعكس حرص قيادتي البلدين على استمرارية التواصل وتوطيد أواصر التعاون، لا سيما في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030. وتنظر المملكة المتحدة إلى السعودية كشريك استراتيجي رئيسي في تنفيذ هذه الرؤية الطموحة، حيث تسعى الشركات البريطانية للمساهمة بخبراتها في المشاريع العملاقة التي أطلقتها المملكة، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على النفط. ويشمل ذلك مجالات الطاقة المتجددة، والتقنية، والسياحة، والترفيه، والخدمات المالية.
كما أن عقد هذا الاجتماع في المدينة المنورة يسلط الضوء على الأهمية الدينية والثقافية والتنموية التي تحظى بها المنطقة. فالمدينة المنورة ليست فقط ثاني أقدس المدن في الإسلام، بل هي أيضاً محور رئيسي في خطط التنمية السعودية، خاصة فيما يتعلق بتطوير تجربة الحجاج والمعتمرين والزوار. ومن المتوقع أن يفتح هذا اللقاء آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات تطوير البنية التحتية، وإدارة الحشود، والخدمات الفندقية والسياحية، بما يتماشى مع مستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد أهم برامج رؤية 2030. ويمثل هذا التوجه فرصة للشركات البريطانية المتخصصة للمساهمة في هذه المشاريع الحيوية، مما يعزز من التأثير الإيجابي للعلاقات الثنائية على المستوى المحلي والإقليمي.


