في خطوة رائدة تهدف إلى دمج الرياضة بالاستدامة البيئية، شهدت الساحة الرياضية السعودية إطلاق مبادرة «رابطة البيئة» في الملاعب، وذلك بقيادة أسطورة الكرة السعودية ورئيس جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية، الكابتن ماجد عبد الله. وتأتي هذه المبادرة كجزء من حراك مجتمعي ورياضي واسع يهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة داخل المنشآت الرياضية وبين الجماهير.
ماجد عبد الله.. من ملاعب الكرة إلى ميدان الاستدامة
لا يكتفي ماجد عبد الله بكونه الهداف التاريخي وأحد أبرز رموز الكرة الآسيوية، بل يواصل دوره القيادي خارج المستطيل الأخضر من خلال المبادرات الاجتماعية والإنسانية. ويأتي تصدره للمشهد في إطلاق «رابطة البيئة» ليؤكد على الدور المحوري الذي يلعبه نجوم الرياضة في التأثير الإيجابي على السلوكيات العامة، حيث يتمتع «السهم الملتهب» بقاعدة جماهيرية عريضة تمكنه من إيصال رسائل التوعية البيئية بفعالية كبيرة لمختلف شرائح المجتمع.
التوافق مع رؤية المملكة 2030 والمبادرة السعودية الخضراء
لا يمكن فصل هذه المبادرة عن السياق الوطني العام الذي تعيشه المملكة العربية السعودية. فهي تتماشى بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً مع «مبادرة السعودية الخضراء» التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. تسعى هذه الجهود الوطنية إلى تحسين جودة الحياة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وزيادة الغطاء النباتي. ومن هنا، تأتي أهمية تحويل الملاعب السعودية إلى بيئات صديقة للبيئة، لتكون نموذجاً يحتذى به في تطبيق معايير الاستدامة.
أهداف المبادرة وتأثيرها المتوقع
تهدف مبادرة رابطة البيئة إلى تحقيق جملة من الأهداف الاستراتيجية، أبرزها:
- إدارة النفايات: تعزيز ثقافة إعادة التدوير داخل الملاعب، خاصة فيما يتعلق بالعبوات البلاستيكية والمخلفات الورقية التي تنتج بكميات ضخمة أثناء المباريات.
- التوعية الجماهيرية: استغلال الشاشات واللوحات الإعلانية في الملاعب لبث رسائل توعوية تحث المشجعين على الحفاظ على نظافة المدرجات والمرافق.
- الملاعب الخضراء: التشجيع على استخدام تقنيات موفرة للطاقة والمياه في ري العشب وتشغيل المنشآت الرياضية.
البعد الدولي والاستعداد للمستقبل
تكتسب هذه الخطوة أهمية إضافية في ظل الحراك الرياضي العالمي الذي تشهده المملكة، واستعدادها لاستضافة كبرى البطولات العالمية مثل كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2034. حيث يضع الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) معايير صارمة تتعلق بالاستدامة البيئية للدول المستضيفة. وبالتالي، فإن وجود مبادرات مثل «رابطة البيئة» يعزز من ملف المملكة ويؤكد جاهزيتها لتقديم نسخة استثنائية من البطولات تراعي أعلى المعايير البيئية العالمية، مما يعكس صورة حضارية مشرقة عن الرياضة السعودية.
