يواصل النجم المصري محمد صلاح كتابة اسمه بأحرف من ذهب في سجلات كرة القدم العالمية، مؤكداً يوماً بعد يوم أنه ليس مجرد لاعب عابر في تاريخ نادي ليفربول الإنجليزي، بل هو أحد أعظم الأساطير التي وطأت أقدامها ملعب "الأنفيلد". يأتي دخول صلاح قائمة أساطير ليفربول في دوري أبطال أوروبا تتويجاً لمسيرة حافلة بالإنجازات والأرقام القياسية التي حطمها منذ انضمامه إلى صفوف "الريدز" في صيف عام 2017.
تحطيم الأرقام القياسية وتجاوز الأساطير
لم يكن وصول محمد صلاح إلى هذه المكانة وليد الصدفة، بل جاء نتاج استمرارية مذهلة في الأداء التهديفي. لقد نجح "الفرعون المصري" في تجاوز رقم الأسطورة ستيفن جيرارد، ليصبح الهداف التاريخي لليفربول في المسابقات الأوروبية ودوري أبطال أوروبا. هذا الإنجاز بحد ذاته يضع صلاح في خانة منفردة، حيث كان يُنظر إلى رقم جيرارد لسنوات طويلة على أنه رقم صعب المنال، إلا أن النجاعة التهديفية لصلاح جعلت المستحيل ممكناً.
السياق التاريخي: إعادة الهيبة الأوروبية
عند الحديث عن أهمية ما حققه صلاح، يجب النظر إلى وضع ليفربول قبل وصوله. كان النادي يبحث عن استعادة هيبته الأوروبية الغائبة، ومع وصول صلاح وتشكيل القوة الضاربة للفريق، تمكن ليفربول من الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات في غضون خمس سنوات، متوجاً باللقب السادس في تاريخه عام 2019 في مدريد. كان لصلاح دور محوري في هذه الحملات، سواء بأهدافه الحاسمة في الأدوار الإقصائية أو بدوره القيادي والفني داخل الملعب.
تأثير عالمي وإرث أفريقي
لا تتوقف أهمية إنجازات صلاح عند حدود مدينة ليفربول، بل تمتد لتشمل القارة الأفريقية والوطن العربي. فقد نجح صلاح أيضاً في أن يصبح الهداف التاريخي للاعبين الأفارقة في دوري أبطال أوروبا، متجاوزاً أسطورة تشيلسي ديديه دروجبا. هذا التفوق يعكس التطور الكبير في عقلية اللاعب العربي والأفريقي وقدرته على الاستمرار في أعلى مستويات التنافس لسنوات طويلة.
الخاتمة: إرث لا ينسى
إن دخول محمد صلاح قائمة أساطير ليفربول في دوري الأبطال هو اعتراف رسمي بمسيرة لاعب غير مفاهيم الجناح الهجومي في الدوري الإنجليزي وأوروبا. سيتذكر التاريخ دائماً أن الحقبة الذهبية الحديثة لليفربول تحت قيادة يورغن كلوب كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأهداف وإبداعات الملك المصري، الذي حجز مكانه بجوار دالغليش وراش وجيرارد في صالة الخلود بالنادي.


