في خطوة فنية لافتة، يستعد الكاتب والإعلامي السعودي المعروف بأسلوبه الساخر، محمد السحيمي، للظهور على الشاشة الفضية في دور تراجيدي يبتعد كلياً عن صورته النمطية ككاتب كوميدي. يشارك السحيمي في الفيلم القصير «يوم العزاء الأول»، من تأليف وإخراج نواف الحوشان، ليقدم لجمهوره وجهاً جديداً من موهبته الفنية، ويخوض تجربة درامية عميقة تتناول إحدى أخطر القضايا الاجتماعية.
خلفية الحدث: تحول فني في مسيرة السحيمي
يُعرف محمد السحيمي في الأوساط الثقافية السعودية والعربية بكونه أحد أبرز كتّاب المقال الساخر، حيث امتدت مسيرته لعقود في الصحافة والمسرح، تميز خلالها بنقده الاجتماعي اللاذع وقدرته على تحويل القضايا الجادة إلى مادة كوميدية تدفع للتفكير. تأتي مشاركته في «يوم العزاء الأول» بدور تراجيدي لتشكل نقطة تحول مهمة في مسيرته، وتحدياً فنياً يكشف عن رغبته في استكشاف آفاق جديدة في التعبير الفني، والانتقال من الكلمة المكتوبة إلى الأداء التمثيلي المعقد الذي يتطلب أدوات مختلفة كلياً.
أهمية الفيلم وسياقه في المشهد السعودي
يتناول فيلم «يوم العزاء الأول»، الذي تبلغ مدته 25 دقيقة، قضية «آفة المخدرات» وتأثيرها المدمر على الفرد والمجتمع. لكنه يقدمها بمعالجة درامية جديدة تتناسب مع العصر الرقمي، مما يجعله عملاً فنياً موجهاً بشكل خاص إلى فئة الشباب. يأتي إنتاج هذا الفيلم في وقت تشهد فيه السينما السعودية طفرة نوعية غير مسبوقة، مدعومة برؤية المملكة 2030 التي أولت اهتماماً كبيراً بالصناعات الإبداعية والثقافية. ويعكس هذا العمل الجرأة المتزايدة لدى صنّاع الأفلام السعوديين في طرح ومناقشة قضايا اجتماعية حساسة، وتقديمها في قوالب فنية مبتكرة قادرة على إحداث تأثير حقيقي ورفع مستوى الوعي المجتمعي.
التأثير المتوقع وطاقم العمل
من المتوقع أن يثير الفيلم، بفضل موضوعه الجريء ومشاركة شخصية معروفة مثل السحيمي، نقاشاً واسعاً على الصعيد المحلي حول قضية الإدمان وسبل الوقاية والعلاج. كما يساهم في إثراء الحراك السينمائي السعودي بأعمال قصيرة ومكثفة تحمل رسائل هادفة. على المستوى الإقليمي، يمكن للفيلم أن يجد صدى لدى الجمهور العربي لتناوله قضية مشتركة، وقد يفتح له الباب للمشاركة في المهرجانات السينمائية المتخصصة بالأفلام القصيرة. يشارك في بطولة الفيلم إلى جانب محمد السحيمي نخبة من الممثلين، منهم أسامة القس، عهود السامر، إبراهيم الرويشد، داوود البقهام، سعود آل رقبة، ولينا الصبيحي، مما يضفي على العمل ثقلاً فنياً إضافياً.


