أعربت رابطة العالم الإسلامي عن خالص تعازيها وصادق مواساتها لجمهورية إندونيسيا، حكومة وشعباً، جراء الفيضانات العارمة التي اجتاحت عدداً من المناطق في البلاد، وأسفرت عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين، بالإضافة إلى خسائر مادية جسيمة في الممتلكات والبنية التحتية.
وفي بيان صادر عن الأمانة العامة للرابطة من مكة المكرمة، أكد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ورئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، عن تضامن الرابطة التام ووقوفها إلى جانب الأشقاء في إندونيسيا في هذا المصاب الجلل. وسأل معاليه الله العلي القدير أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظ إندونيسيا وشعبها من كل سوء ومكروه.
السياق البيئي والجغرافي للكوارث في إندونيسيا
تأتي هذه التعزية في وقت تواجه فيه إندونيسيا تحديات بيئية متكررة، حيث تُعد الأرخبيل الإندونيسي من أكثر المناطق عرضة للكوارث الطبيعية في العالم. تقع البلاد ضمن ما يُعرف بـ “حزام النار” في المحيط الهادئ، وتتميز بمناخ استوائي يشهد مواسم أمطار غزيرة، خاصة في الفترة ما بين شهري أكتوبر وأبريل. هذه الظروف المناخية غالباً ما تؤدي إلى فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية، لا سيما في المناطق الجبلية والقرى النائية، مما يشكل تحدياً مستمراً لجهود الإغاثة والإنقاذ.
دور رابطة العالم الإسلامي الإنساني
يُعد هذا الموقف التضامني جزءاً أصيلاً من رسالة رابطة العالم الإسلامي، التي تتخذ من مكة المكرمة مقراً لها. فالرابطة لا تقتصر مهامها على الجوانب الدعوية والثقافية فحسب، بل تولي اهتماماً بالغاً بالجانب الإنساني والإغاثي. ودأبت الرابطة عبر تاريخها على مد يد العون والمواساة للدول الإسلامية والمجتمعات المتضررة حول العالم خلال الأزمات والكوارث الطبيعية، انطلاقاً من مبادئ الأخوة الإسلامية والقيم الإنسانية النبيلة التي تحث على التكاتف والتراحم.
أهمية التضامن الدولي في مواجهة الكوارث
يكتسب هذا البيان أهمية خاصة كونه يعكس عمق العلاقات بين المؤسسات الإسلامية الدولية وأكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان. فمثل هذه الرسائل التضامنية لا تقدم الدعم المعنوي لأسر الضحايا فحسب، بل تساهم أيضاً في تسليط الضوء على حجم الكارثة، مما قد يحفز المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى على تقديم المساعدات العاجلة والمساهمة في جهود إعادة الإعمار. ويؤكد المراقبون أن التضامن الإسلامي والدولي في مثل هذه الظروف يعد ركيزة أساسية لتعزيز قدرة الدول النامية على التعافي السريع من آثار التغير المناخي والكوارث الطبيعية.


