شهدت الأوساط الإعلامية والثقافية في المملكة العربية السعودية حدثاً مميزاً تمثل في تكريم الإعلامية القديرة نهلة الجمال، وذلك تقديراً لمسيرتها المهنية الحافلة ومنحها لقب «أول صحفية» في المدينة المنورة. يأتي هذا التكريم تتويجاً لسنوات طويلة من العمل الدؤوب في بلاط صاحبة الجلالة، حيث استطاعت الجمال أن تحفر اسمها بحروف من نور في ذاكرة الصحافة السعودية، مكسرةً الحواجز وممهدةً الطريق لجيل كامل من الإعلاميات في منطقة المدينة المنورة.
رمزية التكريم ودلالاته المهنية
لا يعتبر تكريم نهلة الجمال مجرد احتفاء بشخصية إعلامية فحسب، بل هو اعتراف رسمي ومجتمعي بالدور المحوري الذي لعبته المرأة السعودية في تأسيس وتطوير العمل الصحفي في المناطق المقدسة. لقد عملت الجمال في ظروف وتوقيتات كانت تتطلب جهداً مضاعفاً لإثبات الذات، وتمكنت بفضل مهنيتها العالية وقلمها الرصين من تغطية أحداث هامة ونقل نبض الشارع المدني بكل مصداقية وشفافية، مما جعلها نموذجاً يُحتذى به في التفاني والإخلاص للمهنة.
المرأة السعودية في المشهد الإعلامي.. سياق تاريخي
يكتسب هذا الحدث أهمية خاصة عند وضعه في سياقه التاريخي والوطني، حيث شهد قطاع الإعلام في المملكة العربية السعودية تحولات جذرية على مر العقود. فمن البدايات الخجولة للمشاركة النسائية، وصولاً إلى العصر الذهبي الحالي في ظل رؤية المملكة 2030، لعبت الرائدات أمثال نهلة الجمال دور الجسر الذي عبرت عليه الصحافة النسائية من مرحلة الهواية والمشاركات المحدودة إلى مرحلة الاحتراف والقيادة. ويؤكد هذا التكريم أن المؤسسات الوطنية لا تنسى من وضعوا اللبنات الأولى، وأن الوفاء لأهل العطاء هو سمة أصيلة في المجتمع السعودي.
المدينة المنورة.. بيئة إعلامية ذات خصوصية
للعمل الصحفي في المدينة المنورة طابع خاص ومسؤولية مضاعفة، نظراً لمكانة المدينة المقدسة في قلوب المسلمين حول العالم. وقد نجحت نهلة الجمال في تقديم محتوى إعلامي يراعي هذه الخصوصية، جامعاً بين المهنية الصحفية والقيم الروحية والثقافية للمكان. إن نجاح صحفية في بيئة محافظة وعريقة كالمدينة المنورة في سنوات سابقة يعد إنجازاً استثنائياً، يبرز قدرة المرأة السعودية على التكيف والإبداع في مختلف الظروف والمجالات.
أثر التكريم على مستقبل الصحافة النسائية
من المتوقع أن يكون لهذا التكريم صدى واسعاً وتأثيراً إيجابياً على الجيل الجديد من خريجات كليات الإعلام والصحفيات الناشئات. فهو يرسل رسالة واضحة مفادها أن التميز لا يذهب سدى، وأن المجتمع يقدر الرواد. كما يشكل حافزاً قوياً للشابات السعوديات للانخراط في العمل الإعلامي الميداني، والمساهمة في نقل الصورة المشرقة للمملكة للعالم، مستلهمين من مسيرة نهلة الجمال دروساً في الصبر والمثابرة والشغف بالكلمة الصادقة.


