spot_img

ذات صلة

نتنياهو وتهديد الاستقرار الإقليمي: تحليل للمخاطر والتداعيات

تتصاعد الأصوات الدولية والإقليمية التي تشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم يعد مجرد طرف في الصراع الدائر في الشرق الأوسط، بل تحول في نظر الكثير من المحللين وصناع القرار إلى العقبة الرئيسية أمام تحقيق أي استقرار إقليمي أو سلام دائم. تأتي هذه الرؤية في ظل استمرار الحرب المدمرة على قطاع غزة، وتزايد التوترات على الجبهات الشمالية مع لبنان، بالإضافة إلى تعثر المفاوضات الرامية لإنهاء العنف.

السياق العام والخلفية السياسية

لفهم طبيعة الدور الذي يلعبه نتنياهو حالياً، لا بد من العودة إلى السياق التاريخي لولاياته المتعددة. يُعد نتنياهو رئيس الوزراء الأطول بقاءً في السلطة في تاريخ إسرائيل، وقد تميزت سنوات حكمه الأخيرة بالتحالف مع أحزاب اليمين المتطرف، مما أدى إلى تبني سياسات استيطانية توسعية في الضفة الغربية وتقويض فرص "حل الدولتين" الذي يتبناه المجتمع الدولي كركيزة للسلام. وقبل اندلاع الحرب الحالية، واجهت حكومته احتجاجات داخلية غير مسبوقة بسبب التعديلات القضائية التي اعتبرها المعارضون تهديداً للديمقراطية، مما يعكس حالة الانقسام الداخلي التي يغذيها بقاؤه في السلطة.

تأثير الحرب في غزة على الأمن الإقليمي

شكلت الحرب المستمرة في غزة نقطة تحول خطيرة في ميزان الأمن الإقليمي. يرى مراقبون أن إصرار نتنياهو على مواصلة العمليات العسكرية دون أفق سياسي واضح لـ "اليوم التالي" للحرب، يهدد بجر المنطقة بأسرها إلى صراع مفتوح. هذا التصعيد لم يؤدِ فقط إلى تجميد مسار التطبيع الذي كانت تسعى إليه الولايات المتحدة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، بل أعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث العالمية، مؤكداً استحالة تجاوزها لتحقيق استقرار حقيقي في الشرق الأوسط.

التداعيات الدولية والعلاقة مع الحلفاء

على الصعيد الدولي، تسببت سياسات نتنياهو في إحداث شرخ واضح حتى مع أقرب حلفاء إسرائيل. فقد شهدت العلاقات مع الولايات المتحدة توترات علنية غير مسبوقة بشأن إدارة الحرب وملف المساعدات الإنسانية واجتياح رفح. بالإضافة إلى ذلك، تواجه إسرائيل عزلة دبلوماسية متزايدة وملاحقات قانونية في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، مما يضع النظام الدولي القائم على القواعد أمام اختبار صعب.

مخاطر توسع الصراع عالمياً

لا تقتصر المخاطر على الحدود الإقليمية فحسب، بل تمتد لتهدد السلام العالمي. إن استمرار التوتر يفتح الباب أمام تدخل قوى دولية وإقليمية أخرى، مثل إيران ووكلائها في المنطقة، مما يهدد أمن الملاحة في البحر الأحمر وسلاسل التوريد العالمية. وبالتالي، فإن ربط بقاء نتنياهو السياسي باستمرار حالة الحرب يجعله، وفقاً للعديد من التقديرات الاستراتيجية، عقبة كأداء أمام نزع فتيل الأزمات التي قد تؤدي إلى مواجهات دولية أوسع نطاقاً.

spot_imgspot_img