spot_img

ذات صلة

التعاون الاقتصادي: التوترات التجارية تهدد النمو العالمي

أطلقت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) تحذيرات جدية بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أن مسار النمو الحالي لا يزال هشاً وعرضة لمخاطر كبيرة نتيجة احتمالية اندلاع توترات تجارية جديدة بين القوى الاقتصادية الكبرى. وأكدت المنظمة في أحدث تقاريرها أن الاستقرار الاقتصادي الذي بدأ العالم يلمسه مؤخراً قد يتبدد سريعاً إذا ما لجأت الدول إلى سياسات حمائية مفرطة.

سياق التحذيرات والخلفية الاقتصادية

تأتي هذه التحذيرات في توقيت حرج يحاول فيه الاقتصاد العالمي التعافي من سلسلة من الصدمات المتتالية، بدأت بجائحة كورونا وما تبعها من اضطرابات في سلاسل التوريد، وصولاً إلى الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى ارتفاع حاد في أسعار الطاقة والغذاء. وعلى الرغم من نجاح البنوك المركزية حول العالم في كبح جماح التضخم جزئياً عبر رفع أسعار الفائدة، إلا أن البيئة الاقتصادية لا تزال تتسم بعدم اليقين.

تتزامن هذه المخاوف مع تصاعد الخطاب السياسي في العديد من الدول الصناعية الكبرى نحو فرض رسوم جمركية جديدة وتقييد حركة التجارة الحرة، وهو ما يعيد للأذهان سيناريوهات الحروب التجارية التي شهدها العقد الماضي، والتي أثبتت الدراسات أنها تؤدي إلى تباطؤ النمو وزيادة التكاليف على المستهلكين.

التأثيرات المتوقعة: محلياً ودولياً

من الناحية الاقتصادية، فإن أي توترات تجارية جديدة لن تقف آثارها عند حدود الدول المتنازعة فحسب، بل ستمتد لتشمل الاقتصاد العالمي بأسره. يشير الخبراء إلى أن فرض قيود تجارية جديدة سيؤدي حتماً إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، مما يعني عودة الضغوط التضخمية مرة أخرى، وهو ما قد يجبر البنوك المركزية على الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترات أطول، مما يعيق الاستثمار والنمو.

على الصعيد الدولي، تعد الأسواق الناشئة والدول النامية الأكثر تضرراً من هذه التوترات، حيث تعتمد اقتصاداتها بشكل كبير على الصادرات والاستثمارات الأجنبية. إن تراجع حجم التجارة العالمية يعني تراجعاً في عوائد هذه الدول، مما يفاقم من أزمات الديون التي تعاني منها بالفعل.

دعوة للتعاون الدولي

شددت منظمة التعاون الاقتصادي على أن الحل الوحيد لضمان استدامة النمو العالمي يكمن في تعزيز التعاون الدولي والابتعاد عن السياسات الانعزالية. وأوضحت أن الحفاظ على تدفق التجارة والاستثمار هو الركيزة الأساسية لتحسين مستويات المعيشة وخلق فرص العمل، محذرة من أن البديل سيكون عالماً أكثر انقساماً وأقل ازدهاراً.

spot_imgspot_img