يعيش الشارع الرياضي في المدينة المنورة حالة من الصدمة والذهول، عقب الكشف عن تفاصيل دقيقة وأرقام مفزعة تفسر التراجع المخيف لنادي أحد، أحد أعرق الأندية في المملكة العربية السعودية. هذا الانهيار لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة تراكمات إدارية ومالية معقدة كشفت عنها تقارير صحفية حديثة، وضعت اليد على الجرح النازف في جسد «الجبل».
تاريخ عريق يواجه مصيراً مجهولاً
يحتل نادي أحد مكانة خاصة في قلوب عشاق الرياضة السعودية، كونه يمثل طيبة الطيبة، ويمتلك تاريخاً طويلاً من المنافسة وتخريج المواهب. إلا أن الوضع الراهن بات يهدد مسيرة هذا الكيان، حيث كشفت صحيفة «عكاظ» عن بيانات إحصائية تظهر حجم الكارثة، أبرزها إسقاط 429 لاعباً من كشوفات النادي خلال 4 سنوات فقط، بمعدل 107 لاعبين سنوياً، وهو رقم قياسي يعكس حالة عدم الاستقرار الفني والإداري التي عصفت بالفريق.
60 مليون ريال و700 مخالفة مرورية
لم تتوقف الأزمة عند الجانب الفني، بل تعدتها إلى كارثة مالية محققة. فقد واجهت الإدارة الحالية المكلفة برئاسة خالد رويفد الصاعدي تركة ثقيلة من الديون تجاوزت حاجز الـ 60 مليون ريال. وزاد الطين بلة أن الحساب البنكي للنادي كان مغلقاً لمدة شهرين عند استلام المهمة، مما تسبب في شلل تام وعجز عن تسيير الأمور اليومية، ودفع العديد من اللاعبين لفسخ عقودهم.
وفي تفصيلة غريبة تعكس حجم الفوضى الإدارية السابقة، تبين وجود مطالبات من جهات حكومية، منها أكثر من 700 مخالفة مرورية مسجلة على سيارات النادي التي كان يستخدمها لاعبون وعاملون في سنوات سابقة، مما شكل عبئاً إضافياً غير متوقع.
أزمة الفئات السنية والنزاع مع الفيفا
أدت هذه الأزمات المتلاحقة إلى هبوط الفريق الأول لكرة القدم إلى دوري الدرجة الثانية بعد خسارته لجميع مبارياته، نتيجة رحيل ركائز الفريق والمنع من التسجيل بقرار من الاتحاد الدولي (فيفا) بسبب 20 قضية مالية. ولم يسلم قطاع الفئات السنية من هذا الانهيار، حيث تعاني فرق النادي من نقص حاد في عدد اللاعبين، إذ يضم فريق الشباب 8 لاعبين فقط، والناشئين 9 لاعبين، مما يهدد مستقبل النادي لسنوات قادمة.
محاولات الإنقاذ والتحول الرقمي
رغم قتامة المشهد، تبذل الإدارة الحالية جهوداً مضنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. حيث نجحت في إغلاق 7 قضايا وتفادي خصم 18 نقطة من رصيد الفريق، كما خفضت الرواتب بنسبة 62% والمصروفات التشغيلية بنسبة 58%. وتعمل الإدارة حالياً على مشروع التحول الرقمي لأتمتة العمليات وضبط الحوكمة، وتنتظر تدخلاً من وزارة الرياضة لإنهاء القضايا العالقة مع بداية العام الميلادي الجديد، لفتح صفحة جديدة تعيد لنادي أحد هيبته المفقودة.


