دشن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان، برنامج «معاً.. شرع وأمن»، الذي تطلقه الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ممثلة في فرعها بمنطقة جازان، بالتعاون مع الجهات الأمنية المختلفة. ويأتي هذا التدشين في إطار حرص سموه المستمر على دعم كافة المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار، وترسيخ القيم الإسلامية السمحة في المجتمع.
ويهدف البرنامج النوعي «معاً.. شرع وأمن» إلى تعزيز التكامل المباشر والفعال بين الأجهزة الأمنية وجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وترتكز فكرة البرنامج على مبدأ أن الشريعة الإسلامية والأمن صنوان لا يفترقان، حيث تمثل الشريعة السياج الأخلاقي والروحي للمجتمع، بينما يمثل الأمن الدرع الحامي للمقدرات والمكتسبات الوطنية. ويسعى البرنامج من خلال فعالياته المتنوعة إلى إبراز الجهود التكاملية بين القطاعات الحكومية في الحفاظ على ثوابت الدين وأمن الوطن.
أهمية البرنامج وأبعاده الاستراتيجية
يكتسب هذا الحدث أهمية بالغة نظراً للتوقيت والمكان؛ فمنطقة جازان، بكونها منطقة حدودية استراتيجية، تحظى باهتمام بالغ في كافة الجوانب الأمنية والتنموية. ويأتي هذا البرنامج ليعزز من مفهوم «الأمن الفكري»، الذي يعد أحد أهم ركائز الأمن الشامل في المملكة العربية السعودية. فمن خلال التوعية والتثقيف، يعمل البرنامج على تحصين المجتمع ضد الأفكار الدخيلة، وتعزيز الوسطية والاعتدال، ومحاربة التطرف والغلو بكافة أشكاله.
كما يعكس البرنامج التحول الإيجابي في آليات عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتوافقها مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تؤكد على العمل المؤسسي المنظم والشراكات الفاعلة بين قطاعات الدولة. فالانتقال من العمل الفردي إلى العمل المؤسسي المشترك يضمن كفاءة أعلى في الأداء ونتائج ملموسة تنعكس على السكينة العامة وجودة الحياة للمواطنين والمقيمين.
السياق العام وتكامل الأدوار
تاريخياً، لطالما كانت المملكة العربية السعودية نموذجاً في تطبيق الشريعة الإسلامية مع الحفاظ على الأمن والنظام العام. ويأتي برنامج «معاً.. شرع وأمن» امتداداً لسلسلة من الحملات والبرامج التوعوية التي أطلقتها الرئاسة العامة في مختلف مناطق المملكة، والتي تهدف إلى إبراز جهود الدولة -أيدها الله- في خدمة الدين والوطن. ويركز البرنامج على نشر المحتوى التوعوي الذي يبين فضل رجال الأمن، ومكانتهم في الإسلام، ووجوب التعاون معهم، بالإضافة إلى التذكير بأهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات المستمدة من الشريعة.
وفي الختام، يُتوقع أن يسهم هذا البرنامج في رفع مستوى الوعي المجتمعي حول أهمية الشراكة بين المواطن ورجل الأمن ورجل الهيئة، باعتبار أن «المواطن هو رجل الأمن الأول». كما سيعزز من اللحمة الوطنية والالتفاف حول القيادة الرشيدة، مما يصب في مصلحة استقرار الوطن ونموه وازدهاره في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.


