أكد مختص نفسي في تصريحات خاصة لصحيفة «عكاظ» أن العامل الذهني والروح القتالية العالية كانا السبب الرئيس خلف نجاح فريق الاتحاد (النمور) في خطف بطاقة العبور وتحقيق الانتصار في مباراته الأخيرة. وأوضح المختص أن كرة القدم الحديثة لم تعد تعتمد فقط على الجوانب الفنية والتكتيكية، بل أصبح الإعداد النفسي والصلابة الذهنية ركيزة أساسية لقلب الموازين، خاصة في مباريات خروج المغلوب أو المواجهات المصيرية التي تتطلب تركيزاً عالياً حتى صافرة النهاية.
أهمية الإعداد النفسي في الملاعب
يشير خبراء علم النفس الرياضي إلى أن الفرق التي تمتلك «الغرينتا» أو الروح القتالية، تكون أقدر على تجاوز الضغوطات النفسية التي يفرضها الخصم أو ظروف المباراة المعاكسة. وفي حالة نادي الاتحاد، لطالما كانت هذه الروح سمة بارزة في هوية الفريق التاريخية. إن القدرة على العودة في النتيجة أو الحفاظ على التقدم في ظل ضغط جماهيري وإعلامي كبير تعكس نضجاً ذهنياً لدى اللاعبين، وهو ما أشار إليه المختص النفسي بأن «النمور» استطاعوا تحويل الضغط إلى طاقة إيجابية داخل المستطيل الأخضر.
«روح الاتحاد».. إرث تاريخي يتجدد
بالعودة إلى السياق التاريخي، يُعرف نادي الاتحاد في الأوساط الرياضية السعودية والعربية بمصطلح «روح الاتحاد». هذه السمة ليست وليدة اللحظة، بل هي إرث تناقلته الأجيال في النادي الجداوي. تاريخياً، حقق الاتحاد العديد من البطولات القارية والمحلية بفضل هذه الروح التي تظهر جلياً في الأوقات الحرجة. ويرى المحللون أن استدعاء هذه الروح في المواجهات الحالية يعزز من ثقة اللاعبين بأنفسهم ويربطهم وجدانياً بتاريخ النادي العريق، مما يمنحهم دافعاً إضافياً للقتال على كل كرة لضمان التأهل وإسعاد الجماهير.
تأثير الجمهور والبيئة المحيطة
لا يمكن إغفال دور البيئة المحيطة في تعزيز هذه الروح القتالية. يتمتع نادي الاتحاد بقاعدة جماهيرية عريضة تُعرف بـ«الجمهور الذهبي»، والتي تلعب دوراً محورياً في شحذ همم اللاعبين. من منظور نفسي، يمثل الدعم الجماهيري الهادر في المدرجات محفزاً عصبياً يرفع من مستويات الأدرينالين والتركيز لدى اللاعبين، مما يجعلهم يقدمون أداءً يفوق قدراتهم البدنية المعتادة. هذا التلاحم بين المدرج والملعب هو ما يخلق الحالة النفسية الفريدة التي تميز مباريات «العميد».
انعكاسات الفوز على المشهد الرياضي
إن تأهل الاتحاد بهذه الطريقة يحمل دلالات هامة تتجاوز مجرد الفوز في مباراة؛ فهو يرسل رسالة قوية للمنافسين محلياً وقارياً بأن الفريق يمتلك الشخصية القيادية القادرة على حسم الألقاب. في ظل التطور الكبير الذي يشهده الدوري السعودي واستقطاب النجوم العالميين، تظل الهوية النفسية والروح القتالية هي العملة الصعبة التي قد ترجح كفة فريق على آخر. ويؤكد هذا الحدث على ضرورة أن تولي الأندية اهتماماً متزايداً ببرامج الإعداد النفسي كجزء لا يتجزأ من المنظومة الاحترافية لضمان الاستمرار في دائرة المنافسة.


