spot_img

ذات صلة

بوتين: المقترح الأمريكي لسلام أوكرانيا يتماشى مع مباحثات سابقة

في تطور دبلوماسي لافت، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المقترح الأمريكي الجديد لإنهاء الحرب في أوكرانيا يتماشى من حيث المبدأ مع المناقشات التي جرت في لقاءات سابقة رفيعة المستوى. جاء هذا التصريح خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، مما يفتح نافذة أمل جديدة في الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق تسوية سلمية للنزاع الذي دخل عامه الثالث.

وأوضح بوتين، بحسب بيان صادر عن الكرملين، أنه يمكن استخدام الخطة الأمريكية كأساس للوصول إلى حل نهائي، مشيراً إلى أن “الصيغة التي اطلعنا عليها تتماشى مع المناقشات السابقة”. وأعاد الكرملين تأكيد اهتمام الجانب الروسي بالتوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي للأزمة الأوكرانية، وهو ما تم التشديد عليه مجدداً خلال محادثة بوتين وأردوغان.

السياق العام والخلفية التاريخية

تأتي هذه المحادثات في ظل استمرار الصراع العسكري الذي بدأ مع الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، والذي كان تصعيداً للنزاع المندلع منذ عام 2014 بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا. على مدار السنوات الماضية، تسببت الحرب في أزمة إنسانية هائلة، حيث نزح الملايين من ديارهم، ودُمرت البنية التحتية الأوكرانية بشكل واسع، وفرض الغرب عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا. وقد جرت عدة جولات من المفاوضات منذ بدء الحرب، لكنها لم تسفر عن تحقيق اختراق حقيقي بسبب الخلافات العميقة حول القضايا الجوهرية مثل الوضع الإقليمي للأراضي التي تسيطر عليها روسيا والضمانات الأمنية المستقبلية لأوكرانيا.

أهمية الحدث وتأثيره المتوقع

تكتسب هذه التطورات أهمية خاصة كونها تأتي بالتزامن مع محادثات مكثفة تستضيفها مدينة جنيف السويسرية، وتضم مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وأوكرانيين. تهدف هذه الاجتماعات إلى بلورة إطار عمل منقح ومقبول لجميع الأطراف. وقد رحب مسؤولون أوروبيون بالتعديلات التي أُدخلت على الخطة، واصفين إياها بـ”النجاح الحاسم” الذي قد يمهد الطريق لإنهاء القتال.

من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن وفد بلاده غادر جنيف عائداً إلى كييف للتشاور، مؤكداً أن الخطوات التالية سيتم تحديدها قريباً بناءً على تقرير مفصل حول نتائج المحادثات. وشدد زيلينسكي في كلمة له على ضرورة مواصلة العمل مع الشركاء، وخاصة الولايات المتحدة، للبحث عن “تسويات تقوينا ولا تضعفنا”، مجدداً التأكيد على أهمية أن تدفع روسيا ثمن الحرب، بما في ذلك استخدام الأصول الروسية المجمدة لإعادة إعمار أوكرانيا.

على الصعيد الدولي، يُنظر إلى أي تقدم نحو السلام في أوكرانيا على أنه خطوة حيوية لاستعادة الاستقرار في أوروبا وتخفيف الضغوط على الاقتصاد العالمي، لا سيما في قطاعي الطاقة والغذاء. ومع ذلك، لا يزال الطريق نحو السلام محفوفاً بالتحديات، حيث تشير المعلومات إلى وجود رؤيتين متباينتين؛ إحداهما قد تتضمن تنازلات إقليمية، بينما تركز الأخرى على توفير ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، وهو ما يمثل جوهر الخلاف الذي ستحاول الدبلوماسية العالمية حله في الأيام والأسابيع القادمة.

spot_imgspot_img