في خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز منظومة الخدمات المقدمة في الحرمين الشريفين، تم الإعلان عن إطلاق مسارات جديدة ضمن مبادرة «رافد الحرمين»، شملت توفير 24 حقيبة تدريبية متخصصة وإتاحة المحتوى بـ 35 لغة عالمية. تأتي هذه الخطوة استجابةً للتنامي المستمر في أعداد قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي، وسعياً لرفع كفاءة الكوادر البشرية والمتطوعين العاملين في خدمة ضيوف الرحمن.
تعزيز الكفاءة المعرفية والمهارية
تُعد منصة «رافد الحرمين» حاضنة رقمية رائدة تهدف إلى تمكين الراغبين في التطوع والعمل في الحرمين الشريفين من الحصول على التأهيل اللازم. وتغطي الحقائب التدريبية الـ 24 الجديدة مجموعة واسعة من المهارات الحيوية، بدءاً من فن التعامل مع الحشود، وإدارة الأزمات، وصولاً إلى البروتوكولات الخاصة بالتعامل مع كبار السن وذوي الإعاقة، فضلاً عن الجوانب الشرعية والتثقيفية التي يحتاجها كل من يتشرف بخدمة الحجاج والمعتمرين.
كسر حواجز اللغة لخدمة عالمية
ولأن الحرمين الشريفين هما قبلة المسلمين من شتى بقاع الأرض، جاء التوسع في اللغات ليشمل 35 لغة حية، وهو ما يمثل نقلة نوعية في آليات التواصل. يهدف هذا التنوع اللغوي إلى ردم الفجوة بين مقدمي الخدمة والزوار، مما يضمن وصول التوجيهات والإرشادات والخدمات بدقة ووضوح، ويسهم في إثراء التجربة الدينية والثقافية للزائر، ويشعره بالطمأنينة والترحاب بلغته الأم.
التوافق مع رؤية المملكة 2030
لا يمكن فصل هذا الحراك التطويري عن السياق العام لرؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج خدمة ضيوف الرحمن. حيث تستهدف الرؤية الوصول إلى مليون متطوع في القطاع غير الربحي سنوياً، ورفع الطاقة الاستيعابية لاستقبال 30 مليون معتمر. ولتحقيق هذه المستهدفات الطموحة، يصبح التدريب النوعي والتأهيل اللغوي ضرورة قصوى لضمان تقديم خدمات بمعايير عالمية تعكس الصورة المشرقة للمملكة العربية السعودية وجهودها في رعاية المقدسات.
أثر المبادرة على تجربة الزائر
من المتوقع أن يكون لهذه المسارات الجديدة أثر ملموس على أرض الواقع، يتمثل في انسيابية الحركة داخل الحرمين، وتقليل الوقت المستغرق في الاستفسارات، ورفع مستوى الرضا العام لدى الزوار. إن استثمار «رافد الحرمين» في العنصر البشري يؤكد على أن خدمة الحرمين لا تقتصر فقط على التوسعات العمرانية والتقنية، بل تمتد لتشمل بناء الإنسان المؤهل القادر على استشعار عظمة المكان وتقديم الخدمة بإحسان وإتقان.


