spot_img

ذات صلة

أمير الرياض يكرم الفائزين بجائزة المراعي للإبداع العلمي

شهدت العاصمة السعودية الرياض حدثاً علمياً بارزاً، حيث رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، حفل تكريم الفائزين بجائزة المراعي للإبداع العلمي في دورتها الحالية. ويأتي هذا التكريم تتويجاً للجهود البحثية والعلمية المتميزة التي قدمها نخبة من العلماء والباحثين في المملكة، وذلك في حفل نظمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست) بمقرها الرئيسي، وبحضور عدد من المسؤولين والأكاديميين والمهتمين بالشأن العلمي.

شراكة استراتيجية لدعم البحث العلمي

تُعد جائزة المراعي للإبداع العلمي نموذجاً رائداً للشراكة الناجحة بين القطاع الحكومي، ممثلاً بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والقطاع الخاص ممثلاً بشركة المراعي. وتهدف هذه الجائزة منذ انطلاقتها إلى تشجيع الباحثين والعلماء في المملكة العربية السعودية، وتحفيزهم على تقديم أبحاث ودراسات تخدم التنمية الوطنية في مجالات متعددة، تشمل الأمن الغذائي، وعلوم المياه، والطب، والهندسة، والعلوم الأساسية. وتعتبر هذه الجائزة الوحيدة من نوعها التي تحظى باعتماد المجلس الأعلى للجوائز في المملكة، مما يضفي عليها صبغة رسمية ومصداقية علمية عالية.

تاريخ عريق ومسيرة من العطاء

بالعودة إلى الخلفية التاريخية، انطلقت جائزة المراعي للإبداع العلمي في عام 2001م، لتكون منصة سنوية تحتفي بالعقول النيرة. وعلى مدار سنواتها الطويلة، كرمت الجائزة عشرات العلماء والجهات البحثية، مساهمة بذلك في إثراء المكتبة العلمية السعودية والعربية. وتنقسم الجائزة عادة إلى عدة فروع رئيسية، أبرزها جائزة العالم المتميز، وجائزة العمل الإبداعي، وجائزة الوحدة البحثية، مما يضمن تغطية شاملة لمختلف جوانب العملية البحثية، بدءاً من الأفراد وصولاً إلى المؤسسات والمراكز المتخصصة.

الأهمية الاستراتيجية ومواكبة رؤية 2030

يكتسب هذا الحدث أهمية مضاعفة في ظل الحراك التنموي الذي تشهده المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030. فالتوجه نحو الاقتصاد المعرفي يتطلب بنية تحتية صلبة من البحث والتطوير (R&D)، وهو ما تدعمه مثل هذه المبادرات. إن تكريم أمير الرياض للفائزين لا يمثل مجرد احتفاء بروتوكولي، بل هو رسالة تأكيد على أن القيادة تضع الابتكار والبحث العلمي في صدارة أولوياتها الوطنية. كما أن استمرار القطاع الخاص في دعم مثل هذه الجوائز يعكس نضجاً في المسؤولية الاجتماعية للشركات، ودورها المحوري في دفع عجلة التنمية المستدامة.

ختاماً، يمثل هذا التكريم حافزاً كبيراً للأجيال القادمة من الباحثين والطلاب، حيث يبرز القدوة الحسنة ويسلط الضوء على أن الإنجاز العلمي هو السبيل الأمثل لخدمة الوطن ورفعة شأنه بين الأمم، مما يعزز من مكانة المملكة كمركز إقليمي ودولي للعلوم والتقنية والابتكار.

spot_imgspot_img