تتجه أنظار العالم التقني غداً إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث تنطلق فعاليات النسخة الأحدث من مؤتمر ومعرض «بلاك هات 2025» (Black Hat MEA)، الذي يُعد التجمع الأكبر والأضخم من نوعه في قطاع الأمن السيبراني على مستوى العالم. ويأتي هذا الحدث ليؤكد مكانة المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي ودولي رائد في مجال التقنية والابتكار الرقمي، مستقطباً نخبة من الخبراء، والمتحدثين، ورؤساء قطاعات أمن المعلومات من كبرى الشركات العالمية.
حدث استثنائي برؤية طموحة
يأتي تنظيم هذا الحدث الضخم ضمن جهود الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وبالشراكة مع شركة «إنفورما تك»، ليعكس التزام المملكة بتحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030». وتهدف هذه الاستضافة إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتمكين الكوادر الوطنية، وترسيخ مفاهيم الحماية السيبرانية في ظل التحول الرقمي المتسارع الذي تشهده كافة القطاعات الحكومية والخاصة. وقد نجحت النسخ السابقة في تحطيم أرقام قياسية من حيث عدد الحضور والمشاركة، مما يرفع سقف التوقعات لنسخة عام 2025 لتكون الأكثر تأثيراً وشمولية.
فعاليات متنوعة ومنافسات عالمية
من المتوقع أن تشهد نسخة هذا العام توسعاً كبيراً في نطاق الفعاليات، حيث يتضمن الحدث منطقة ورش العمل التدريبية التي يقدمها مدربون معتمدون من «بلاك هات»، بالإضافة إلى القمة التنفيذية التي تجمع صناع القرار لمناقشة التحديات الاستراتيجية في الفضاء السيبراني. كما يترقب المجتمع التقني انطلاق مسابقة «التقاط العلم» (CTF)، التي تعد الأغلى من نوعها في العالم من حيث قيمة الجوائز، حيث يتنافس فيها مئات الفرق من مختلف الدول لاختبار مهاراتهم في الاختراق الأخلاقي واكتشاف الثغرات.
الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية
لا تقتصر أهمية «بلاك هات 2025» على الجانب التقني فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً اقتصادية واستراتيجية هامة. ففي ظل تزايد التهديدات السيبرانية عالمياً، أصبح الاستثمار في الأمن السيبراني ضرورة ملحة لحماية الاقتصادات الوطنية. يوفر المعرض منصة مثالية للشركات الناشئة والكبرى لعرض أحدث حلولها ومنتجاتها، مما يفتح آفاقاً واسعة للشراكات الاستثمارية والتبادل التجاري. علاوة على ذلك، يساهم الحدث في تعزيز السياحة المتخصصة (سياحة المعارض والمؤتمرات) في الرياض، مما يدعم الاقتصاد المحلي.
الرياض عاصمة للتقنية
بإطلاق هذا الحدث غداً، ترسل الرياض رسالة واضحة للعالم بأنها باتت الوجهة الأولى للمبرمجين وخبراء الأمن السيبراني. إن الجمع بين العقول النيرة، والتقنيات المتقدمة، والاستثمار الجريء في هذا القطاع، يضمن للمملكة مستقبلاً آمناً ومزدهراً، ويجعل من «بلاك هات 2025» محطة مفصلية في تاريخ صناعة الأمن السيبراني في المنطقة.
