spot_img

ذات صلة

حرب روسيا وأوكرانيا: قصف عنيف على كييف وهجمات بالمسيرات

شهدت الساعات القليلة الماضية تصعيداً عسكرياً حاداً في مسار الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تبادل الطرفان هجمات جوية مكثفة، مما يعكس مرحلة جديدة من الصراع المستمر. وقد شنت القوات الروسية قصفاً عنيفاً استهدف العاصمة الأوكرانية كييف، مما أدى إلى تفعيل صافرات الإنذار ودفع السكان إلى الملاجئ، في حين ردت أوكرانيا بشن هجمات واسعة النطاق باستخدام الطائرات المسيرة (الدرون) استهدفت مواقع استراتيجية.

تفاصيل القصف المتبادل

أفادت التقارير الميدانية بأن العاصمة كييف تعرضت لموجات متتالية من القصف الصاروخي وهجمات الطائرات المسيرة الانتحارية، في محاولة من القوات الروسية لاختراق الدفاعات الجوية الأوكرانية وضرب البنية التحتية الحيوية ومراكز القيادة. وتعد هذه الهجمات جزءاً من استراتيجية الضغط المستمر التي تمارسها موسكو لإنهاك القدرات الأوكرانية.

في المقابل، لم تقف كييف مكتوفة الأيدي، حيث نفذت القوات الأوكرانية هجوماً منسقاً باستخدام الطائرات المسيرة، مستهدفة العمق الروسي والمناطق الحدودية. وتعتمد أوكرانيا بشكل متزايد على سلاح المسيرات لتعويض الفارق في القوة الصاروخية ولضرب خطوط الإمداد الروسية ومصافي النفط والمطارات العسكرية، في محاولة لنقل المعركة إلى داخل الأراضي الروسية.

سياق الصراع والخلفية التاريخية

لا يمكن فصل هذا التصعيد عن السياق العام للحرب التي اندلعت في الرابع والعشرين من فبراير عام 2022، عندما أعلنت روسيا عن بدء “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا. منذ ذلك الحين، تحول الصراع من محاولات السيطرة السريعة إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، حيث أصبحت المعارك الجوية والقصف الصاروخي سمة رئيسية للمواجهة، خاصة مع جمود الجبهات البرية في بعض الفترات.

وقد شهدت الحرب تطوراً نوعياً في التكتيكات العسكرية، حيث أصبح الاعتماد على التكنولوجيا، وتحديداً الطائرات المسيرة، عاملاً حاسماً في إدارة المعارك. وتسعى روسيا من خلال تكثيف القصف على العواصم والمدن الكبرى إلى التأثير على الروح المعنوية للأوكرانيين، بينما تحاول أوكرانيا إثبات قدرتها على الردع والوصول إلى أهداف بعيدة المدى.

الأهمية الاستراتيجية والتأثيرات المتوقعة

يحمل هذا التصعيد دلالات استراتيجية هامة على المستويين الإقليمي والدولي. فعلى الصعيد المحلي، يزيد هذا القصف من معاناة المدنيين ويرفع من فاتورة إعادة الإعمار، كما يضغط بشدة على منظومات الدفاع الجوي الغربية التي تعتمد عليها أوكرانيا، مثل صواريخ “باتريوت” وغيرها.

أما دولياً، فإن استمرار وتيرة الهجمات المتبادلة يجدد الدعوات الأوكرانية للحلفاء الغربيين بضرورة تسريع وتيرة المساعدات العسكرية وتزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى وأنظمة دفاع جوي أكثر تطوراً. كما يثير هذا التصعيد مخاوف المجتمع الدولي من احتمالية توسع رقعة الصراع أو حدوث أخطاء عسكرية قد تؤدي إلى تداعيات غير محسوبة، لا سيما مع استهداف منشآت الطاقة التي قد تؤثر على أسواق النفط والغاز العالمية.

spot_imgspot_img