spot_img

ذات صلة

محاكمة سعد لمجرد في فرنسا: تفاصيل الجلسة السرية وموعد الحكم

انطلقت اليوم الاثنين، أمام محكمة الجنايات في مدينة دراغينيان بجنوب فرنسا، فصول محاكمة الفنان المغربي سعد لمجرد، في قضية تعود أحداثها إلى عام 2018، حيث يواجه اتهامات بالاعتداء على نادلة موسمية داخل فندق في مدينة سان تروبيه الساحلية. وتأتي هذه المحاكمة لتشكل حلقة جديدة في سلسلة الملاحقات القضائية التي واجهها النجم المغربي في السنوات الأخيرة.

طلب السرية.. مواجهة خلف أبواب مغلقة

في مستهل الجلسة، تقدم دومينيك لاردان، محامي المدعية، بطلب رسمي لهيئة المحكمة لعقد الجلسات «خلف أبواب مغلقة» (Huis clos)، مبرراً ذلك برغبة موكلته في الحفاظ على خصوصيتها وحمايتها من الضغط الإعلامي الكبير المصاحب للقضية. وأكد المحامي في تصريحات صحفية أن موكلته «تنتظر بثقة الاعتراف بها كضحية»، مشيراً إلى الأثر النفسي العميق الذي خلفته الواقعة عليها.

ويعتبر هذا الإجراء قانونياً في القضاء الفرنسي، حيث يُسمح للضحايا في قضايا الاعتداءات بطلب عدم علنية الجلسات لتجنب التشهير أو الضغط النفسي الإضافي أثناء الإدلاء بالشهادات ومواجهة المتهم.

السياق الزمني والخلفية القانونية

تعود تفاصيل هذه القضية إلى صيف عام 2018، عندما تم إيقاف سعد لمجرد في سان تروبيه عقب شكوى تقدمت بها شابة تعمل في أحد الفنادق. ورغم أن لمجرد (40 عاماً) يحضر الجلسات وهو في حالة سراح، إلا أن الحكم المنتظر صدوره يوم الخميس المقبل سيحدد مصير هذه القضية الشائكة.

ولا تعد هذه الواقعة حدثاً معزولاً في مسيرة الفنان؛ إذ يمتلك لمجرد سجلاً قضائياً أثار جدلاً واسعاً على الصعيدين العربي والدولي. فقد سبق أن واجه اتهامات مماثلة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2010، بالإضافة إلى قضايا أخرى في فرنسا والمغرب، مما جعل مسيرته الفنية محاطة دائماً بالأخبار القانونية بقدر ما هي محاطة بالنجاحات الغنائية.

تأثير القضية على المسيرة الفنية والرأي العام

تكتسب هذه المحاكمة أهمية خاصة نظراً للشهرة الواسعة التي يتمتع بها سعد لمجرد، الذي حققت أغانيه مليارات المشاهدات على منصة يوتيوب، مما جعله أحد أبرز نجوم البوب في العالم العربي. وقد أدت هذه الاتهامات المتكررة إلى انقسام حاد في الرأي العام؛ بين جمهور عريض يدافع عن فنانه المفضل متمسكاً بمبدأ «المتهم بريء حتى تثبت إدانته»، وبين حركات نسوية وحقوقية تطالب بمقاطعة أعماله وتطبيق أقصى العقوبات في حال ثبوت التهم.

ومن المتوقع أن يكون للحكم الصادر يوم الخميس تداعيات كبيرة، ليس فقط على المستوى القانوني الشخصي للمجرد، بل أيضاً على مستقبله الفني وتعاقداته الإعلانية وحفلاته الدولية، حيث تترقب وسائل الإعلام الفرنسية والعربية النطق بالحكم لإسدال الستار على هذا الملف الذي استمر لسنوات في أروقة المحاكم.

spot_imgspot_img