شاركت صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن، سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة إسبانيا، في أعمال المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط، الذي عُقد في مدينة برشلونة الإسبانية. وتأتي هذه المشاركة تأكيداً على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في تعزيز الحوار الدبلوماسي ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط.
ويكتسب هذا المنتدى أهمية خاصة في دورته العاشرة، حيث يُعد منصة استراتيجية تجمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وشركاءهم من دول جنوب وشرق البحر المتوسط. ويهدف الاتحاد، الذي تأسس عام 2008 كاستمرار لعملية برشلونة، إلى تعزيز الشراكة الأورو-متوسطية عبر معالجة التحديات المشتركة مثل التنمية الاقتصادية، والتغير المناخي، وقضايا الهجرة، بالإضافة إلى الملفات السياسية والأمنية الشائكة التي تواجه المنطقة.
وفي سياق المشاركة السعودية، يعكس حضور المملكة في هذا المحفل الدولي التزام الرياض بتوسيع نطاق شراكاتها الدولية خارج إطارها الجغرافي المباشر، تماشياً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تركز على بناء جسور التواصل مع مختلف التكتلات العالمية. كما تأتي هذه المشاركة في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية الإسبانية تطوراً ملحوظاً وتنسيقاً عالي المستوى في العديد من الملفات، لا سيما فيما يتعلق بالجهود المشتركة للدفع بعملية السلام في المنطقة والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو الموقف الذي تبنته إسبانيا مؤخراً بتنسيق وثيق مع الدول العربية.
وقد ركزت نقاشات المنتدى هذا العام بشكل مكثف على الأوضاع الراهنة في قطاع غزة ولبنان، وضرورة تكاتف الجهود الدولية لوقف التصعيد وضمان وصول المساعدات الإنسانية. وتلعب المملكة دوراً قيادياً في هذا الملف من خلال ترؤسها للجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية المشتركة، بالإضافة إلى إطلاقها التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، مما يجعل حضورها في برشلونة فرصة هامة لحشد الدعم الأوروبي والمتوسطي لهذه المبادرات.
ختاماً، يُنظر إلى مشاركة سفيرة المملكة في هذا الحدث كرسالة دبلوماسية قوية تؤكد أن أمن واستقرار منطقة المتوسط لا ينفصل عن أمن الخليج والشرق الأوسط، وأن الحلول المستدامة للأزمات تتطلب تعاوناً عابراً للحدود يجمع بين القوى الإقليمية الفاعلة والشركاء الدوليين.


