انطلقت أعمال الدورة الخامسة والأربعين للجمعية العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية، برئاسة المملكة العربية السعودية ممثلة في هيئة الإذاعة والتلفزيون، وذلك في مقر الاتحاد بالعاصمة التونسية. ويأتي هذا الحدث ليؤكد الدور الريادي الذي تلعبه المملكة في قيادة المشهد الإعلامي العربي وتوجيه بوصلته نحو المستقبل في ظل التحديات المتسارعة التي يشهدها قطاع الإعلام عالمياً.
تعزيز العمل الإعلامي العربي المشترك
ناقشت الدورة الحالية جملة من الملفات الاستراتيجية التي تهدف إلى تطوير منظومة العمل الإعلامي العربي المشترك. وقد ركزت الاجتماعات على استعراض التقارير المتعلقة بنشاط الاتحاد خلال الفترة الماضية، وتقييم ما تم إنجازه في مجالات التبادل الإخباري والبرامجي بين الهيئات الأعضاء. كما تم بحث الخطط المستقبلية التي تضمن استمرارية تدفق المحتوى الإعلامي العربي بجودة عالية ومواكبة لأحدث المعايير التقنية العالمية.
السياق التاريخي وأهمية الاتحاد
يعد اتحاد إذاعات الدول العربية (ASBU)، الذي تأسس في فبراير 1969 بالخرطوم وتخذ من تونس مقراً له، أحد أهم المنظمات المهنية المنضوية تحت مظلة جامعة الدول العربية. ويهدف الاتحاد منذ تأسيسه إلى توثيق الروابط بين الهيئات الإذاعية والتلفزيونية في الدول العربية، وتنسيق مصالحها، وتبادل الخبرات فيما بينها. وتكتسب رئاسة المملكة لهذه الدورة أهمية خاصة، نظراً لتاريخها الطويل في دعم مؤسسات العمل العربي المشترك، ومساهمتها الفعالة في تطوير البنية التحتية للإعلام العربي عبر العقود الماضية.
رؤية المملكة 2030 وتطوير الإعلام
تأتي رئاسة السعودية لهذه الدورة متناغمة مع الحراك الكبير الذي يشهده قطاع الإعلام في المملكة في ضوء رؤية 2030. حيث تسعى المملكة من خلال قيادتها للاتحاد إلى نقل تجربتها في التحول الرقمي وتطوير المحتوى إلى الفضاء العربي الأوسع. وتعمل هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية على تعزيز مفاهيم الابتكار في الصناعة الإعلامية، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما ينعكس إيجاباً على مخرجات اجتماعات الاتحاد وتوصياته.
التحديات الراهنة والأثر المتوقع
يواجه الإعلام العربي اليوم تحديات غير مسبوقة تتمثل في هيمنة منصات الإعلام الرقمي العالمية، وضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية العربية. ومن المتوقع أن تسفر رئاسة المملكة لهذه الدورة عن قرارات حاسمة تتعلق بتوحيد الخطاب الإعلامي العربي تجاه القضايا المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى وضع استراتيجيات للتعامل مع التطورات التكنولوجية المتسارعة. إن تضافر الجهود العربية تحت مظلة الاتحاد سيعزز من قدرة الإعلام العربي على المنافسة دولياً، ويضمن تقديم محتوى يحترم عقل المشاهد العربي ويعبر عن طموحاته.


