التزام سعودي راسخ بحقوق التوائم الملتصقة
أكد معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، على حرص المملكة العربية السعودية الشديد على حماية حقوق التوائم الملتصقة، ليس فقط من خلال التدخلات الجراحية المعقدة لفصلهم، بل بضمان اندماجهم الكامل في مجتمعاتهم بعد ذلك. ويأتي هذا التأكيد ليعكس الفلسفة الإنسانية العميقة التي يقوم عليها البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية، والذي أصبح علامة فارقة على المستوى الدولي.
خلفية تاريخية لبرنامج إنساني فريد
انطلق البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة في عام 1990 بتوجيهات ورعاية كريمة من القيادة السعودية، ليتحول على مدى ثلاثة عقود إلى أحد أبرز برامج العطاء الإنساني في العالم. ومنذ تأسيسه، استطاع البرنامج دراسة أكثر من 135 حالة من 25 دولة حول العالم، وأجرى بنجاح ما يزيد عن 60 عملية فصل معقدة، محققاً نسب نجاح عالمية غير مسبوقة. هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا وجود بنية تحتية طبية متطورة وكوادر وطنية مؤهلة على أعلى مستوى، تعمل بروح الفريق الواحد لإعادة الأمل لعشرات الأسر حول العالم.
أهمية البرنامج وتأثيره العالمي
تتجاوز أهمية البرنامج السعودي حدود غرف العمليات، فهو يمثل أحد ركائز الدبلوماسية الإنسانية للمملكة. فمن خلال استقبال حالات من مختلف القارات بغض النظر عن العرق أو الدين، وتقديم العلاج الكامل مجاناً، ترسل السعودية رسالة سلام وتآخٍ إلى العالم. على الصعيد الطبي، ساهم البرنامج في تطوير تقنيات جراحية مبتكرة وتدريب أجيال من الأطباء والمتخصصين، مما جعل المملكة مرجعاً عالمياً في هذا المجال الطبي الدقيق. أما على الصعيد الإنساني، فإن التأثير الأكبر يكمن في منح هؤلاء الأطفال فرصة لعيش حياة طبيعية وكريمة، وهو ما شدد عليه الدكتور الربيعة، موضحاً أن الرعاية تمتد لتشمل التأهيل النفسي والجسدي ومتابعة الحالات لسنوات لضمان اندماجهم الفعّال في مدارسهم ومجتمعاتهم.
مستقبل واعد ورؤية مستمرة
إن استمرارية البرنامج وتطوره يعكسان رؤية المملكة 2030 في تعزيز دورها الإنساني والريادي. فالتأكيد على حقوق التوائم الملتصقة في الاندماج المجتمعي هو نظرة شمولية تتجاوز النجاح الطبي إلى تحقيق الاستقرار الأسري والاجتماعي، وهو ما يجسد التزام المملكة الراسخ بقيم الإنسان أولاً.


