spot_img

ذات صلة

السعودية: السند الأول والحصن المنيع للعرب عبر التاريخ

تثبت المملكة العربية السعودية، يوماً تلو الآخر، أنها الركيزة الأساسية لاستقرار المنطقة العربية والإسلامية، والحصن المنيع الذي تستند إليه الدول الشقيقة والصديقة في أوقات الرخاء والشدة. إن عبارة "السعودية كانت وما تزال السند الأول" ليست مجرد شعار عابر، بل هي حقيقة دامغة تؤكدها الوقائع التاريخية والأرقام الموثقة، حيث ظلت الرياض عاصمة للقرار العربي ومحط أنظار العالم في معالجة الأزمات الإقليمية والدولية.

جذور تاريخية راسخة في دعم القضايا العربية

بالعودة إلى السياق التاريخي، نجد أن السياسة الخارجية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، قامت على مبادئ ثابتة تتمثل في نصرة الحق، ودعم القضايا العربية والإسلامية العادلة. ولعل القضية الفلسطينية تبرز كأوضح مثال على هذا الدعم المستمر، حيث لم تتوانَ المملكة يوماً عن تقديم الدعم السياسي والمادي والمعنوي في كافة المحافل الدولية، معتبرة إياها قضية العرب الأولى.

ريادة إنسانية واقتصادية عابرة للحدود

لا يقتصر الدور السعودي على الدعم السياسي فحسب، بل يتجاوزه ليكون شريان حياة اقتصادي وإنساني للعديد من الدول. فمن خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، قدمت المملكة مساعدات بمليارات الدولارات للمتضررين من الكوارث والحروب حول العالم، دون تمييز عرقي أو ديني. وعلى الصعيد الاقتصادي، لطالما تدخلت المملكة بودائع مليارية ومنح تنموية لدعم الاقتصادات العربية المتعثرة، مما ساهم في حماية عملات وطنية من الانهيار وحفظ استقرار مجتمعات بأكملها من الانزلاق نحو الفوضى.

الثقل السياسي والتأثير الدولي

يكتسب هذا الدور أهمية مضاعفة في ظل المتغيرات الجيوسياسية الراهنة؛ فالمملكة، بصفتها عضواً فاعلاً في مجموعة العشرين (G20) وقوة نفطية عالمية، توظف ثقلها الدولي لخدمة مصالح المنطقة. إن رؤية المملكة 2030 لم تعد مشروعاً وطنياً فحسب، بل تحولت إلى قاطرة تنموية تلهم دول الجوار وتفتح آفاقاً لشراكات استراتيجية تعود بالنفع على الشرق الأوسط برمته. هذا التأثير الدولي يجعل من الدعم السعودي عاملاً حاسماً في معادلات الأمن والسلم الدوليين، حيث تقود الرياض جهود مكافحة الإرهاب وتعزيز قيم الاعتدال والوسطية.

ختاماً، تظل المملكة العربية السعودية هي السند الأول والظهير القوي الذي لا يتخلي عن دوره القيادي، مؤكدة في كل مرحلة تاريخية أن أمن المنطقة واستقرارها هو جزء لا يتجزأ من أمنها الوطني، وأن مصير الشعوب العربية واحد ومشترك.

spot_imgspot_img