أكد رئيس الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية، الدكتور فهد بن عبد الله الدوسري، على الدور المحوري والريادي الذي تلعبه المملكة في قيادة مسيرة التطوير الإحصائي على المستوى الإقليمي. جاء ذلك خلال مشاركته الفاعلة في أعمال المنتدى الإحصائي الخليجي الثالث الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة، والذي جمع نخبة من الخبراء وصناع القرار في مجال الإحصاء بدول مجلس التعاون الخليجي.
خلفية وسياق المنتدى الإحصائي الخليجي
يُعد المنتدى الإحصائي الخليجي منصة استراتيجية هامة تُعقد بشكل دوري بهدف تعزيز التعاون وتنسيق الجهود بين المراكز الإحصائية الوطنية في دول المجلس. يسعى المنتدى إلى مواكبة أحدث التطورات العالمية في مجال البيانات والإحصاء، ومناقشة التحديات المشتركة، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات. وتأتي نسخة هذا العام في وقت يشهد فيه العالم تحولات رقمية متسارعة، مما يفرض على الأجهزة الإحصائية ضرورة الابتكار وتبني التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لضمان توفير بيانات دقيقة وعالية الجودة لدعم خطط التنمية المستدامة.
ريادة سعودية في التحول الرقمي الإحصائي
وفي كلمته، استعرض الدكتور الدوسري التجربة السعودية المتقدمة في مجال العمل الإحصائي، مشيراً إلى أن المملكة، وبدعم مباشر من رؤية السعودية 2030، قد خطت خطوات واسعة نحو تحديث منظومتها الإحصائية بالكامل. وأوضح أن الهيئة العامة للإحصاء (GASTAT) نجحت في تنفيذ مشاريع استراتيجية كبرى، أبرزها التعداد السكاني لعام 2022 الذي اعتمد على أحدث التقنيات الرقمية والسجلات الإدارية، مما أسفر عن تحقيق دقة غير مسبوقة وسرعة في إصدار النتائج. كما سلط الضوء على جهود الهيئة في بناء بوابات بيانات وطنية متطورة وتوظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات، الأمر الذي جعل من المملكة نموذجاً يُحتذى به في المنطقة.
الأهمية والتأثير الإقليمي والدولي
إن قيادة المملكة لهذا التحول لا يقتصر تأثيرها على المستوى المحلي فحسب، بل يمتد ليشمل المنظومة الإحصائية الخليجية بأكملها. فالتطور الذي تحققه السعودية يساهم في رفع معايير جودة البيانات على مستوى المنطقة، ويسهل عملية تكامل البيانات بين دول المجلس، وهو أمر حيوي لدعم القرارات الاقتصادية المشتركة وتعزيز السوق الخليجية الموحدة. على الصعيد الدولي، يعزز هذا التقدم من مكانة المملكة ودول الخليج كمركز موثوق للبيانات، مما يزيد من ثقة المستثمرين الدوليين ويدعم المنظمات العالمية في تقاريرها ودراساتها المتعلقة بالمنطقة. إن توفير بيانات دقيقة وموثوقة هو حجر الزاوية في بناء اقتصادات متنوعة ومستدامة قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
