في إنجاز نوعي يعكس نجاح الخطط الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية في قطاع التقنية، حققت المملكة المركز الثالث عالمياً في مؤشر جامعة ستانفورد الدولي للذكاء الاصطناعي، وتحديداً في معيار التفاؤل المجتمعي ونمو الوعي تجاه هذه التقنيات الحديثة. يأتي هذا التصنيف ليتوج جهوداً حثيثة بذلتها المملكة خلال السنوات القليلة الماضية لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للبيانات والذكاء الاصطناعي.
دلالات التصنيف وأهمية مؤشر ستانفورد
يُعد تقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي الصادر عن جامعة ستانفورد واحداً من أكثر المصادر شمولاً وموثوقية في العالم لرصد اتجاهات التقنية وتطورها. وحصول المملكة على المرتبة الثالثة عالمياً لا يمثل مجرد رقم، بل هو شهادة دولية على جاهزية البنية التحتية الرقمية، وارتفاع مستوى الوعي لدى المجتمع السعودي بأهمية التقنيات الحديثة في تحسين جودة الحياة. يشير هذا التصنيف إلى أن البيئة السعودية باتت أرضاً خصبة لتبني الابتكارات الرقمية، متفوقة بذلك على العديد من الدول المتقدمة تقنياً.
رؤية 2030: المحرك الأساسي للتحول الرقمي
لا يمكن قراءة هذا الإنجاز بمعزل عن السياق العام المتمثل في “رؤية السعودية 2030”. فمنذ إطلاق الرؤية، وضعت القيادة السعودية التحول الرقمي على رأس أولوياتها. وقد تجسد ذلك بوضوح من خلال تأسيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في عام 2019، التي أخذت على عاتقها قيادة التوجه الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي لتحقيق تطلعات المملكة في الريادة العالمية.
وقد عملت “سدايا” على إطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، والتي تهدف إلى جذب استثمارات بقيمة 20 مليار دولار في هذا القطاع بحلول عام 2030، وتدريب آلاف الكوادر الوطنية الشابة ليكونوا قادة المستقبل في هذا المجال الحيوي.
الأثر الاقتصادي والتنموي المتوقع
إن التقدم في مؤشرات الذكاء الاصطناعي يحمل في طياته تأثيرات اقتصادية ضخمة؛ حيث تسعى المملكة لتقليل الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل. ومن المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة خلال العقد القادم. تساهم هذه التقنيات في:
- رفع كفاءة الخدمات الحكومية وتحويلها إلى خدمات ذكية بالكامل.
- دعم المشاريع العملاقة مثل “نيوم” و”ذا لاين” التي تعتمد بشكل كلي على البنية التحتية الذكية.
- خلق فرص عمل جديدة ونوعية للشباب السعودي في مجالات البرمجة وتحليل البيانات.
المملكة كلاعب رئيسي في الساحة الدولية
هذا التصنيف يعزز من ثقة المستثمرين الدوليين وشركات التقنية الكبرى (مثل مايكروسوفت، جوجل، وأوراكل) التي بدأت بالفعل في ضخ استثمارات ضخمة لإنشاء مراكز بيانات سحابية ومراكز ابتكار داخل المملكة. إن استمرار المملكة في هذا النهج التصاعدي يؤكد أنها لا تكتفي بمواكبة التطور التقني، بل تسعى لصناعته وقيادته على المستويين الإقليمي والدولي.


