أعلن البنك المركزي السعودي (ساما) عن صدور قرار يقضي بخفض معدل اتفاقيات إعادة الشراء (الريبو) ومعدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس (الريبو العكسي) بواقع 25 نقطة أساس، في خطوة تهدف إلى مواكبة التطورات الاقتصادية العالمية والحفاظ على الاستقرار النقدي في المملكة.
سياق القرار والارتباط بالدولار الأمريكي
يأتي هذا القرار من البنك المركزي السعودي عادةً بالتزامن مع تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي الأمريكي). ونظراً لربط سعر صرف الريال السعودي بالدولار الأمريكي، فإن السياسة النقدية في المملكة غالباً ما تتحرك في اتجاه موازٍ للسياسة النقدية الأمريكية. هذا الربط يهدف بشكل أساسي إلى حماية العملة الوطنية من التقلبات الحادة، وضمان استقرار تكلفة الواردات، وتعزيز الثقة في الاقتصاد الوطني.
عندما يخفض الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة، تتجه البنوك المركزية في دول الخليج، ومنها السعودية، لاتخاذ خطوات مماثلة لضمان عدم حدوث فجوة في أسعار الفائدة قد تؤدي إلى ضغوط على سعر الصرف أو خروج رؤوس الأموال الساخنة بحثاً عن عوائد أعلى في أماكن أخرى.
التأثيرات الاقتصادية المتوقعة محلياً
يحمل قرار خفض أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس تأثيرات إيجابية متعددة على الاقتصاد السعودي، خاصة في ظل سعي المملكة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030. ومن أبرز هذه التأثيرات:
- خفص تكلفة الإقراض: يؤدي خفض معدلي الريبو والريبو العكسي إلى تقليل تكلفة التمويل على البنوك، مما ينعكس بدوره على انخفاض فوائد القروض المقدمة للشركات والأفراد. هذا يشجع القطاع الخاص على التوسع في الاستثمارات والمشاريع الجديدة.
- تنشيط القطاع العقاري: يعتبر قطاع الإسكان من أكثر القطاعات حساسية لأسعار الفائدة. انخفاض الفائدة يعني انخفاض تكلفة التمويل العقاري، مما يسهل على المواطنين تملك المساكن ويدعم نشاط التطوير العقاري.
- تعزيز السيولة: يساعد خفض الفائدة في توفير سيولة نقدية أكبر في الأسواق، مما يحفز الاستهلاك والإنفاق، ويدعم نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي.
- دعم أسواق المال: عادة ما تتفاعل أسواق الأسهم إيجابياً مع خفض أسعار الفائدة، حيث تنخفض تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الودائع البنكية، مما يدفع المستثمرين نحو سوق الأسهم بحثاً عن عوائد أفضل، بالإضافة إلى تحسن ربحية الشركات نتيجة انخفاض تكاليف الديون.
ما هو الريبو والريبو العكسي؟
للتوضيح، سعر الريبو (Repo) هو السعر الذي يستخدمه البنك المركزي لإقراض البنوك التجارية لفترات قصيرة، أما سعر الريبو العكسي (Reverse Repo) فهو السعر الذي تدفعه البنوك المركزية للبنوك التجارية مقابل إيداع أموالها الفائضة لديه. وتعد هذه الأدوات هي المحرك الرئيسي للسيولة النقدية في النظام المصرفي.
ختاماً، يؤكد هذا القرار التزام البنك المركزي السعودي بمرونة السياسة النقدية بما يخدم النمو الاقتصادي المستدام، مع الحفاظ على استقرار الأسعار وسلامة القطاع المالي في المملكة.
