وصل صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي، إلى دولة الكويت اليوم على رأس وفد المملكة العربية السعودية للمشاركة في اجتماع الدورة الثانية والعشرين لمجلس الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وكان في استقباله لدى وصوله النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدفاع بالوكالة الشيخ طلال خالد الأحمد الصباح، وعدد من كبار القادة العسكريين من الجانبين.
خلفية تاريخية وأهمية المجلس
يأتي هذا الاجتماع الدوري في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التكامل الدفاعي بين دول المجلس، والذي يُعد أحد الأهداف الرئيسية التي تأسس من أجلها مجلس التعاون الخليجي في عام 1981. ويمثل مجلس الدفاع المشترك، الذي يضم وزراء دفاع الدول الأعضاء، الركيزة الأساسية للتعاون العسكري الخليجي، حيث يتولى مهمة تنسيق السياسات الدفاعية ووضع استراتيجيات أمنية موحدة لمواجهة التحديات المشتركة. ومن أبرز مخرجات هذا التعاون تأسيس قوات “درع الجزيرة المشتركة” التي تعتبر الذراع العسكرية للمجلس، وتهدف إلى ردع أي عدوان خارجي ضد أي من الدول الأعضاء، تطبيقاً لمبدأ الأمن الجماعي.
محاور الاجتماع وتأثيره المتوقع
من المتوقع أن يناقش الاجتماع في دورته الحالية عدداً من الملفات الحيوية، على رأسها تقييم التمارين العسكرية المشتركة التي أجريت خلال العام الماضي، وسبل تطويرها لرفع مستوى الجاهزية القتالية والتوافق العملياتي بين القوات المسلحة لدول المجلس. كما سيستعرض الوزراء آخر مستجدات الأوضاع الأمنية في المنطقة، والتحديات الجيوسياسية المتزايدة التي تتطلب رؤية دفاعية موحدة وقدرة على الاستجابة السريعة. ويُعتقد أن المباحثات ستتطرق إلى تعزيز التعاون في مجالات حيوية مثل الأمن السيبراني، وأمن الممرات المائية، ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى تطوير الصناعات العسكرية المحلية وتبادل الخبرات التقنية.
دور المملكة المحوري
إن رئاسة المملكة العربية السعودية لهذا الاجتماع الهام تعكس دورها المحوري والقيادي في المنظومة الخليجية، وسعيها الدائم لتوحيد الصفوف وتعزيز العمل المشترك. وتنظر الأوساط الإقليمية والدولية باهتمام كبير إلى مخرجات هذا الاجتماع، حيث يُنتظر أن تصدر عنه قرارات تسهم في ترسيخ الاستقرار في منطقة الخليج التي تعد شرياناً حيوياً للاقتصاد العالمي. ويؤكد هذا اللقاء مجدداً على عمق العلاقات الأخوية والاستراتيجية التي تربط بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وحرصهما المشترك على دعم مسيرة مجلس التعاون في كافة المجالات.


