بعث خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقيات تهنئة لفخامة السيد دينيس بيتشيروفيتش، رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلاده. وأعربت القيادة السعودية في برقياتها عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لفخامته، ولحكومة وشعب البوسنة والهرسك الصديق المزيد من التقدم والازدهار.
خلفية تاريخية لليوم الوطني للبوسنة والهرسك
يحتفل شعب البوسنة والهرسك بيومه الوطني في الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام، وهو تاريخ يحمل رمزية عميقة في الذاكرة الوطنية. يعود هذا اليوم إلى عام 1943، حين عُقدت الجلسة الأولى للمجلس الحكومي المناهض للفاشية من أجل التحرير الوطني للبوسنة والهرسك (ZAVNOBiH) في مدينة مركونييتش غراد. في هذا الاجتماع التاريخي، تم إحياء دولة البوسنة والهرسك بحدودها التاريخية التي كانت قائمة في العصور الوسطى، وأُعلنت جمهورية متساوية الحقوق ضمن يوغوسلافيا الاتحادية، تضمن المساواة الكاملة لمواطنيها من الصرب والكروات والبوشناق. تعتبر هذه اللحظة حجر الزاوية في تأسيس الدولة الحديثة، حيث أرست مبادئ السيادة والتعايش المشترك.
أهمية التهنئة في سياق العلاقات الثنائية
تأتي هذه التهنئة السنوية من القيادة السعودية لتعكس عمق العلاقات الدبلوماسية والاحترام المتبادل بين المملكة العربية السعودية والبوسنة والهرسك. تتجاوز هذه البرقيات كونها إجراءً بروتوكولياً، لتمثل تأكيداً على استمرارية الصداقة والتعاون الذي يجمع البلدين منذ استقلال البوسنة والهرسك في أوائل التسعينيات. وقد لعبت المملكة دوراً مهماً في دعم البوسنة خلال المراحل الصعبة، وقدمت مساعدات إنسانية وتنموية ساهمت في إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار.
التأثير الإقليمي والدولي للعلاقات السعودية البوسنية
على الصعيدين الإقليمي والدولي، تكتسب العلاقات بين الرياض وسراييفو أهمية خاصة. فالمملكة، بثقلها السياسي والاقتصادي في العالم الإسلامي والساحة الدولية، تعتبر شريكاً استراتيجياً للبوسنة والهرسك، التي تسعى لتعزيز اندماجها في المنظمات الأوروبية والدولية. إن استمرار التواصل الدبلوماسي على أعلى المستويات يفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات متعددة، منها الاستثمار الاقتصادي، والتبادل التجاري، والسياحة، والثقافة. كما أن هذه العلاقات تساهم في تعزيز رسالة التسامح والاعتدال، وتدعم جهود الاستقرار والسلام في منطقة البلقان التي تتمتع بأهمية جيوسياسية كبرى.</n


