spot_img

ذات صلة

الأرصاد: أجواء السعودية آمنة تماماً من رماد بركان هالاي غويب

بيان رسمي من المركز الوطني للأرصاد

أصدر المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية بياناً رسمياً حاسماً، أكد فيه عدم تأثر أجواء المملكة بأي شكل من الأشكال بالانبعاثات أو الرماد البركاني المحتمل من بركان “هالاي غويب” الواقع في إريتريا. جاء هذا التوضيح رداً على بعض الاستفسارات والمخاوف التي تم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليؤكد المركز على استقرار الأجواء وصفائها في كافة مناطق المملكة.

السياق الجغرافي والظروف الجوية

يقع بركان “هالاي غويب” ضمن سلسلة البراكين النشطة في منطقة شرق إفريقيا بالقرب من البحر الأحمر. وعلى الرغم من القرب الجغرافي النسبي، فإن حركة الكتل الهوائية والرياح السائدة في طبقات الجو العليا تلعب دوراً حاسماً في تحديد مسار الرماد البركاني. وأوضح خبراء الأرصاد أن النماذج العددية ومراقبة الأقمار الصناعية تشير إلى أن اتجاه الرياح الحالي يعمل على دفع أي انبعاثات بركانية بعيداً عن أجواء شبه الجزيرة العربية، مما يجعل وصولها إلى المملكة أمراً مستبعداً تماماً في ظل الظروف الحالية.

أهمية الحدث وتأثيره المتوقع

تكمن أهمية هذا البيان في طمأنة المواطنين والمقيمين، وقطع الطريق أمام الشائعات التي قد تثير القلق. كما يحمل أهمية كبرى لقطاع الطيران، الذي يعتبر الأكثر حساسية وتأثراً بالرماد البركاني. يتكون الرماد البركاني من جزيئات دقيقة من الصخور والزجاج والمعادن، والتي يمكن أن تسبب أضراراً بالغة بمحركات الطائرات وتؤثر على أنظمة الملاحة والرؤية. لذلك، فإن تأكيد سلامة الأجواء من قبل جهة رسمية مثل المركز الوطني للأرصاد يعد ضرورياً لضمان استمرارية وسلامة الحركة الجوية في أحد أكثر الممرات الجوية ازدحاماً في العالم.

الخلفية التاريخية لمخاطر الرماد البركاني

تاريخياً، تسببت سحب الرماد البركاني في اضطرابات واسعة النطاق. ولعل أبرز مثال في الذاكرة الحديثة هو ثوران بركان “إيافيالايوكل” في آيسلندا عام 2010، والذي أدى إلى شلل شبه تام في حركة الطيران فوق أوروبا لعدة أيام، مما كبد شركات الطيران خسائر بمليارات الدولارات. هذه الحادثة سلطت الضوء عالمياً على ضرورة وجود أنظمة مراقبة دقيقة وشبكة تواصل فعالة بين مراكز الأرصاد وسلطات الطيران المدني، وهو الدور الذي يقوم به المركز الوطني للأرصاد بكفاءة عالية لضمان سلامة الأجواء السعودية.

دور المراكز الإقليمية والدولية

يعمل المركز الوطني للأرصاد ضمن شبكة عالمية لمراقبة المخاطر الجوية، بما في ذلك مراكز استشارية للرماد البركاني (VAACs) المعتمدة من المنظمة الدولية للطيران المدني. تقوم هذه المراكز بتحليل بيانات الأقمار الصناعية ونماذج الطقس لتوقع مسار سحب الرماد وتقديم تحذيرات دقيقة لقطاع الطيران. ويؤكد بيان المركز السعودي أنه على تواصل ومتابعة مستمرة مع هذه الجهات لضمان أعلى مستويات الدقة والأمان.

spot_imgspot_img