تجري الاستعدادات على قدم وساق لتمثيل المملكة العربية السعودية في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera)، المقرر إقامته في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الحضور السعودي في المحافل الدولية الكبرى، وتسليط الضوء على الثراء الثقافي والتراثي الذي تتمتع به المملكة، من خلال تقديم إبداعات الحرفيين السعوديين إلى الجمهور العالمي.
معرض أرتيجانو آن فييرا: منصة عالمية للحرف اليدوية
يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» واحداً من أهم وأعرق المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والفنون التقليدية في العالم. يقام المعرض سنوياً في مركز معارض «فييرا ميلانو» (Fiera Milano)، ويجذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى آلاف العارضين من أكثر من 100 دولة. يهدف المعرض منذ تأسيسه إلى الاحتفاء بصناعة الحرف اليدوية، ودعم الحرفيين الصغار والمتوسطين، وتوفير منصة تسويقية ضخمة تتيح لهم عرض منتجاتهم الفريدة التي تعكس هوياتهم الثقافية وتاريخ بلدانهم.
رؤية 2030 ودعم التراث الوطني
تأتي المشاركة السعودية في هذا الحدث العالمي متناغمة تماماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث الوطني. تسعى الهيئات السعودية المعنية، مثل وزارة الثقافة وهيئة التراث، إلى تحويل الحرف اليدوية من مجرد ممارسات تقليدية إلى صناعة ثقافية مستدامة تساهم في الناتج المحلي. ومن خلال المشاركة في ميلانو، تهدف المملكة إلى إبراز «صُنع في السعودية» بمعايير عالمية، مما يعزز من قيمة المنتجات الوطنية ويفتح لها آفاقاً تصديرية جديدة في الأسواق الأوروبية.
ماذا ستقدم المملكة في ميلانو؟
من المتوقع أن يضم الجناح السعودي نخبة من الحرفيين والحرفيات الذين سيقدمون عروضاً حية ومنتجات تعكس تنوع مناطق المملكة. تشمل هذه المنتجات عادةً فنون النسيج التقليدي مثل «السدو» المسجل في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وفنون القط العسيري، والمشغولات الخشبية، والفخاريات، وصناعة الحلي والمجوهرات التقليدية، بالإضافة إلى الأزياء التراثية المطورة. كما يُتوقع أن يكون للقهوة السعودية حضور بارز، لتعريف الزوار بكرم الضيافة العربية الأصيلة.
الأهمية الاقتصادية والثقافية للمشاركة
لا تقتصر أهمية هذه المشاركة على الجانب الاستعراضي فحسب، بل تحمل أبعاداً اقتصادية وثقافية عميقة. فعلى الصعيد الاقتصادي، يمثل المعرض فرصة ذهبية للحرفيين السعوديين ورواد الأعمال للاحتكاك بالخبرات العالمية، وفهم متطلبات السوق الأوروبي، وعقد شراكات تجارية محتملة. أما على الصعيد الثقافي، فإن التواجد في قلب ميلانو يعزز من القوة الناعمة للمملكة، ويبني جسوراً للتواصل الحضاري بين الشعبين السعودي والإيطالي، مما يرسخ صورة المملكة كوجهة سياحية وثقافية غنية بالتاريخ والإبداع.


