أصدرت وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية تقريرها اليومي لرصد كميات هطول الأمطار، كاشفة عن شهدت 7 مناطق مختلفة في المملكة هطولات مطرية متفاوتة الغزارة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية. وقد تصدرت منطقة مكة المكرمة قائمة المناطق الأكثر غزارة، حيث سجلت محافظة القنفذة أعلى معدل هطول مطري بلغ 32.2 ملم، وفقاً لما رصدته المحطات المناخية والهيدرولوجية المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد.
تفاصيل الرصد الهيدرولوجي وتوزيع الأمطار
أوضح التقرير الصادر عن الوزارة أن الأمطار شملت مناطق متعددة، مما يعكس حالة من عدم الاستقرار الجوي التي تشهدها أجزاء من المملكة في هذا الوقت. وتعتمد الوزارة في بياناتها على شبكة واسعة من محطات الرصد الدقيقة التي تعمل على مدار الساعة لقياس كميات الأمطار بدقة متناهية، وذلك بهدف بناء قاعدة بيانات وطنية تساهم في إدارة الموارد المائية. ويأتي تسجيل القنفذة لهذا المعدل المرتفع (32.2 ملم) ليؤكد الطبيعة الجغرافية المميزة للمنطقة الساحلية التي تتأثر غالباً بالمنخفضات الجوية الموسمية.
أهمية الأمطار للأمن المائي والزراعي
تكتسب هذه الهطولات المطرية أهمية قصوى في سياق الأمن المائي للمملكة العربية السعودية، التي تصنف ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة. وتساهم هذه الأمطار، خاصة عندما تكون بمعدلات جيدة كما حدث في القنفذة، في تغذية الطبقات الجوفية للمياه، ورفع منسوب المياه في السدود التي أنشأتها الدولة لحصاد مياه الأمطار والسيول. وتعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة بشكل دؤوب على استغلال كل قطرة ماء تهطل على أراضي المملكة لتعزيز المخزون الاستراتيجي للمياه ودعم القطاع الزراعي الذي يعتمد في أجزاء كبيرة منه على المياه الجوفية المتجددة.
السياق الجغرافي والمناخي للمناطق المتأثرة
تتميز منطقة مكة المكرمة، وتحديداً المحافظات الساحلية والتهامية مثل القنفذة، بتضاريس متنوعة تلعب دوراً كبيراً في جذب السحب الممطرة. فوجود الجبال المحاذية للساحل يساعد في عملية رفع الهواء الرطب وتكثف السحب، مما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة في مواسم معينة. هذا التنوع المناخي هو جزء من المشهد البيئي العام للمملكة، حيث تختلف معدلات الهطول من منطقة لأخرى، مما يستدعي متابعة مستمرة ودقيقة من الجهات المختصة لإصدار التنبيهات والتقارير اللازمة.
الجهود الحكومية في إدارة مياه الأمطار
في إطار رؤية المملكة 2030، تولي الحكومة اهتماماً بالغاً بمشاريع درء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار، بالإضافة إلى مشاريع حصاد المياه. وتأتي هذه التقارير اليومية كجزء من منظومة متكاملة تشمل التعاون مع المركز الوطني للأرصاد والدفاع المدني لضمان سلامة المواطنين والمقيمين، ولتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية. وتدعو الجهات المعنية دائماً إلى توخي الحيطة والحذر أثناء هطول الأمطار والابتعاد عن مجاري السيول والأودية، خاصة في المناطق التي تسجل معدلات هطول عالية.


