في خطوة فنية لافتة تعكس تطور الحراك الفني في المملكة العربية السعودية وانفتاحه على الأسواق العربية العريقة، سجلت الممثلة السعودية الشابة سمية رضا حضورها الأول في السينما المصرية من خلال مشاركتها في فيلم «قصر الباشا». وتأتي هذه الخطوة لتنقل الفنانة من نجاحاتها المحلية في الدراما السعودية إلى الشاشة الفضية في «هوليوود الشرق»، القاهرة، وسط نخبة من كبار النجوم.
تفاصيل العمل وكوكبة النجوم
أنهت سمية رضا تصوير مشاهدها في العمل السينمائي الجديد الذي يخرجه محمد بكير ومن تأليف محمد ناير. ويتميز الفيلم بضم طاقم عمل يجمع بين أجيال مختلفة من المدارس الفنية، حيث تشارك سمية البطولة أمام النجم الكبير حسين فهمي، والفنان أحمد حاتم، ومايان السيد، بالإضافة إلى مواطنها الفنان محمد القس الذي حقق نجاحات كبيرة مؤخراً في الدراما المصرية. وتدور أحداث الفيلم في إطار من التشويق والغموض (Thriller) داخل فندق فخم يشهد جريمة قتل غامضة، مما يفجر صراعاً درامياً وبوليسياً بين الشخصيات المتشابكة.
تحدي اللهجة المصرية لأول مرة
تخوض سمية رضا في «قصر الباشا» تحدياً جديداً يتمثل في تجسيد شخصية مصرية بالكامل، متحدثة باللهجة المصرية الدارجة لأول مرة في مسيرتها. وقد صرحت الفنانة بأن هذه التجربة منحتها مساحة واسعة لاكتشاف أدواتها التمثيلية خارج منطقة الراحة، مؤكدة أن الوقوف أمام قامة فنية مثل حسين فهمي يعد إضافة نوعية لسجلها الفني، وفرصة للاحتكاك بمدارس تمثيلية عريقة تثقل موهبتها.
الجسر الفني بين السعودية ومصر
لا يمكن قراءة مشاركة سمية رضا في هذا العمل بمعزل عن السياق العام للعلاقات الفنية المتنامية بين السعودية ومصر. ففي السنوات الأخيرة، ومع النهضة الثقافية التي تشهدها المملكة ضمن رؤية 2030، زاد التعاون المشترك والإنتاج المتبادل، مما فتح الباب أمام الممثلين السعوديين للمشاركة في أعمال مصرية، والعكس صحيح. وتُعد هذه المشاركة امتداداً لنجاحات سابقة حققها فنانون سعوديون في مصر، مما يؤكد أن الفن السعودي بات يمتلك مقومات المنافسة والحضور الإقليمي القوي، متجاوزاً الحدود الجغرافية ليعبر عن قضايا ومواهب جيل جديد من المبدعين.
نشاط فني مكثف وحضور دولي
وبالتوازي مع انطلاقتها السينمائية في مصر، تواصل سمية رضا تعزيز مكانتها في الدراما الخليجية. فقد انتهت مؤخراً من تصوير مسلسل «هزاع»، وتشارك حالياً في عمل درامي كويتي لا يزال قيد الإنتاج، مما يعكس استراتيجيتها في تنويع أدوارها بين الخليج ومصر. ويُذكر أن سمية ليست غريبة على الأضواء الدولية، حيث سبق لها المشاركة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي منذ دورته الأولى، وحصدت جائزة الجمهور عن أحد أعمالها، مما رسخ اسمها كواحدة من أبرز الوجوه الصاعدة في المشهد السينمائي السعودي الحديث.
إن تجربة «قصر الباشا» لا تمثل مجرد دور في فيلم، بل هي مؤشر على نضج التجربة الفنية السعودية وقدرة كوادرها على الاندماج والتميز في صناعات سينمائية راسخة، مما يبشر بمستقبل واعد للسينما العربية المشتركة.


