أعلنت الإدارة العامة للتعليم في منطقة الرياض عن تعليق الدراسة الحضورية ليوم غد، وتحويلها إلى نظام التعليم عن بُعد عبر منصة “مدرستي” للطلاب والطالبات، ومنصة “روضتي” للأطفال، وذلك في مدينة الرياض و16 محافظة تابعة لها. ويشمل هذا القرار جميع المدارس الحكومية والأهلية والعالمية، بالإضافة إلى مكاتب التعليم.
تفاصيل قرار تعليق الدراسة
جاء هذا القرار بناءً على التقارير الواردة من المركز الوطني للأرصاد، وحرصاً من الجهات المعنية على سلامة الطلاب والطالبات والهيئات التعليمية والإدارية، نظراً للحالة الجوية غير المستقرة التي تشهدها المنطقة. ويشمل القرار العاصمة الرياض والمحافظات التابعة تعليمياً للمنطقة، مثل الدرعية، والمزاحمية، وحريملاء، وثادق، ورماح، وضرما، وغيرها من المحافظات والمراكز المرتبطة بها.
التحول الرقمي واستمرار العملية التعليمية
يُعد هذا الإجراء تطبيقاً عملياً للنجاح الكبير الذي حققته المملكة العربية السعودية في مجال التعليم الإلكتروني. ففي السابق، كان تعليق الدراسة بسبب الأحوال الجوية يعني توقفاً تاماً للعملية التعليمية وضياعاً للحصص الدراسية. أما اليوم، وبفضل البنية التحتية الرقمية القوية التي استثمرت فيها الدولة ضمن رؤية المملكة 2030، أصبح الانتقال من التعليم الحضوري إلى التعليم عن بُعد يتم بسلاسة تامة ودون أي انقطاع.
وقد أثبتت منصة “مدرستي” كفاءتها العالية كنموذج وطني رائد عالمياً، حيث تضمن استمرار الرحلة التعليمية للطلاب في مختلف الظروف، سواء كانت صحية كما حدث خلال جائحة كورونا، أو مناخية كما يحدث في حالات التقلبات الجوية والأمطار الغزيرة.
دور المركز الوطني للأرصاد والدفاع المدني
تأتي هذه القرارات الاستباقية بتنسيق مباشر ومستمر بين وزارة التعليم والمركز الوطني للأرصاد، الذي يصدر تنبيهات مبكرة حول الحالات المطرية والرياح النشطة التي قد تشكل خطراً على التنقل. كما تتكامل هذه الجهود مع تحذيرات المديرية العامة للدفاع المدني، التي تدعو المواطنين والمقيمين دائماً في مثل هذه الأجواء إلى توخي الحيطة والحذر، والابتعاد عن أماكن تجمع السيول وبطون الأودية، وعدم المجازفة بقطع الأودية أثناء جريانها.
ويعكس هذا التكامل بين الجهات الحكومية (التعليم، الأرصاد، الدفاع المدني) مستوى عالٍ من المسؤولية تجاه حماية الأرواح والممتلكات، مع ضمان عدم تأثر التحصيل العلمي للطلاب، مما يؤكد على أولوية سلامة الإنسان في المقام الأول.


