spot_img

ذات صلة

سورية تصف الاعتداء الإسرائيلي بجريمة حرب: تفاصيل الموقف الرسمي

أكدت الجمهورية العربية السورية أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضيها تمثل جريمة حرب متكاملة الأركان، وتعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة. وجاء هذا الموقف الرسمي رداً على التصعيد العسكري الأخير الذي استهدف نقاطاً حيوية داخل الأراضي السورية، حيث شددت وزارة الخارجية والمغتربين على أن هذه الممارسات العدوانية لا يمكن فصلها عن سياسة زعزعة الاستقرار التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي في المنطقة.

سياق التصعيد والخلفية التاريخية

لا يعد هذا الاعتداء حدثاً معزولاً، بل يأتي ضمن سلسلة طويلة من الهجمات التي دأبت إسرائيل على شنها ضد سورية على مدار السنوات الماضية. وتستهدف هذه الغارات غالباً مواقع عسكرية، وبنى تحتية مدنية مثل المطارات الدولية في دمشق وحلب، مما أدى مراراً إلى خروجها عن الخدمة وتعطيل حركة الملاحة الجوية المدنية والإنسانية. وتبرر إسرائيل هذه الهجمات عادةً بمزاعم أمنية تتعلق بمحاربة التموضع الإيراني أو نقل أسلحة، إلا أن دمشق تعتبر هذه التبريرات مجرد ذرائع لانتهاك سيادتها وعرقلة جهود مكافحة الإرهاب واستعادة الاستقرار الداخلي.

الأبعاد القانونية والدولية

من الناحية القانونية، تعتبر سورية أن استهداف المنشآت المدنية وتعريض حياة المدنيين للخطر يرقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وفقاً لاتفاقيات جنيف. وقد وجهت دمشق عشرات الرسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، مطالبة المجتمع الدولي بالخروج عن صمته وإدانة هذه الاعتداءات بشكل صريح، واتخاذ إجراءات رادعة تمنع تكرارها، مشيرة إلى أن الإفلات من العقاب يشجع الاحتلال على التمادي في عدوانه.

تأثيرات الاعتداء على الاستقرار الإقليمي

يحمل هذا التصعيد تداعيات خطيرة تتجاوز الحدود السورية، حيث يهدد بإشعال فتيل مواجهة إقليمية واسعة النطاق في ظل التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط. ويرى مراقبون أن استمرار هذه الاعتداءات يضع المنطقة برمتها على صفيح ساخن، خاصة في ظل تداخل الملفات السياسية والعسكرية. إن الإصرار الإسرائيلي على انتهاك السيادة السورية يعقد المشهد السياسي ويعرقل المساعي الدبلوماسية الرامية لإيجاد حلول سلمية للأزمات المتراكمة في المنطقة، مما يفرض على القوى الدولية الفاعلة ضرورة التحرك الفوري للجم هذا العدوان ومنع انزلاق الأمور نحو سيناريوهات كارثية.

وفي الختام، جددت سورية تمسكها بحقها المشروع في الدفاع عن نفسها وحماية أراضيها وشعبها بكافة الوسائل التي يكفلها القانون الدولي، مؤكدة أن هذه الاعتداءات لن تثنيها عن مواصلة مواقفها الوطنية والقومية.

spot_imgspot_img