أعلنت السلطات الأمنية السورية عن نجاح عملية جديدة أسفرت عن تحرير اثنين من مواطني محافظة السويداء كانا قد اختُطفا قبل نحو شهر ونصف. وأكد قائد الأمن الداخلي في المحافظة، حسام الطحان، أن هذه العملية تأتي في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها القوات الأمنية لإنهاء ملف المختطفين وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة الجنوبية.
وشدد الطحان على أن الجهود لن تتوقف حتى يتم تحرير جميع المختطفين وإعادتهم إلى عائلاتهم سالمين، مشيراً إلى أن هذه العملية النوعية تأتي بعد يومين فقط من تحرير خمسة مواطنين آخرين من أبناء السويداء كانوا محتجزين في بلدة المسيفـرة بريف درعا الشرقي، مما يعكس تكثيف العمليات الأمنية ضد عصابات الخطف التي تنشط في المنطقة.
سياق أمني معقد في الجنوب السوري
تعتبر محافظتا السويداء ودرعا في جنوب سوريا من المناطق التي تشهد تحديات أمنية كبيرة منذ سنوات. فبعد التسويات التي جرت في عام 2018، ظل الوضع الأمني هشاً، حيث انتشرت عصابات الجريمة المنظمة التي تمتهن الخطف مقابل فدية، بالإضافة إلى تجارة المخدرات والتهريب. وقد أدت هذه الأنشطة الإجرامية إلى خلق حالة من انعدام الثقة والتوتر بين المجتمعات المحلية في المحافظتين الجارتين، حيث يتم غالباً احتجاز مختطفي السويداء في مناطق بريف درعا، والعكس صحيح.
أهمية الحدث وتأثيره المتوقع
على الصعيد المحلي، تمثل عمليات التحرير الناجحة بارقة أمل للسكان المحليين وتخفف من معاناة أسر المختطفين. كما أنها قد تساهم في تعزيز ثقة المواطنين بالأجهزة الأمنية الرسمية وقدرتها على فرض القانون. أما على الصعيد الإقليمي، فإن استعادة الاستقرار في الجنوب السوري تعتبر أولوية، خاصة للدول المجاورة مثل الأردن التي تتأثر بشكل مباشر بالفوضى الأمنية وعمليات التهريب عبر الحدود. وتُظهر هذه العمليات محاولة من الدولة السورية لبسط سيطرتها الكاملة على المنطقة وكبح جماح الجماعات المسلحة والعصابات الخارجة عن القانون.
في سياق منفصل: حقيقة شائعات “مغارة الذهب” في درعا
وبعيداً عن ملف المختطفين، شهدت محافظة درعا خلال الأيام الماضية حالة من الجدل بعد انتشار شائعات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي حول اكتشاف مغارة تحتوي على كميات كبيرة من الذهب في مدينة الحارة بريف درعا الشمالي. وقد نفت السلطات المحلية هذه المزاعم بشكل قاطع. وأوضح مدير منطقة الصنمين، وائل الزامل، أن الأمر بدأ بظهور فتحة صغيرة أثناء حفر قبر في أحد المنازل، وأن طبيعتها لا تزال مجهولة ولم يتم العثور على أي دليل مادي يؤكد وجود الذهب.
وأضاف الزامل أن تجمهر أعداد كبيرة من المواطنين حول الموقع دفع قوات الأمن إلى اتخاذ إجراءات احترازية لضمان سلامتهم، بما في ذلك فرض حظر تجوال مؤقت في المدينة. وحذر من الانسياق وراء الشائعات، مؤكداً أنه تم استدعاء فريق فني متخصص من مديرية الآثار للكشف على الموقع وتحديد طبيعته بشكل علمي دقيق. ودعا وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والمصداقية في نقل الأخبار لتجنب إثارة الفوضى وتعريض حياة السكان للخطر.


