spot_img

ذات صلة

ترمب يصف عامه الأول بالرائع رغم تراجع شعبيته في الاستطلاعات

في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي المستقلة إلى تراجع ملحوظ في شعبيته، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ليدافع بشراسة عن سجله الرئاسي خلال عامه الأول في البيت الأبيض، واصفاً إياه بأنه كان عاماً "رائعاً" ومليئاً بالإنجازات التي لم يسبق لها مثيل. يأتي هذا التصريح في ظل حالة من الجدل السياسي والإعلامي الذي رافق فترة رئاسته منذ لحظة تنصيبه.

تناقض بين الرؤية الرئاسية وأرقام الاستطلاعات

بينما يرى ترمب أن إدارته حققت نجاحات استثنائية، تظهر البيانات الصادرة عن مؤسسات قياس الرأي العام صورة مغايرة. فبحسب الأرقام التاريخية، سجل ترمب أدنى معدلات تأييد لرئيس أمريكي في عامه الأول مقارنة بأسلافه في العصر الحديث. ومع ذلك، يصر الرئيس على أن هذه الأرقام لا تعكس الواقع، متهماً وسائل الإعلام بتزييف الحقائق وعدم تسليط الضوء على النجاحات الحقيقية التي تمس حياة المواطن الأمريكي، ومعتبراً أن قاعدته الجماهيرية لا تزال صلبة ومتماسكة.

الإنجازات الاقتصادية والتعيينات القضائية

يستند ترمب في وصفه لعامه الأول بـ"الرائع" إلى عدة ركائز أساسية، أبرزها الملف الاقتصادي. فقد شهد العام الأول من رئاسته انتعاشاً في أسواق الأسهم الأمريكية وتحقيق أرقام قياسية في وول ستريت، بالإضافة إلى انخفاض معدلات البطالة. ويعد تمرير قانون الإصلاح الضريبي الشامل (Tax Cuts and Jobs Act) في نهاية عام 2017، الإنجاز التشريعي الأبرز لإدارته، حيث تضمن تخفيضات ضريبية كبيرة للشركات والأفراد، مما اعتبره الجمهوريون محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي.

علاوة على ذلك، نجح ترمب في الوفاء بأحد أهم وعوده الانتخابية للمحافظين من خلال تعيين القاضي نيل غورساتش في المحكمة العليا، مما ضمن أغلبية محافظة في أعلى هيئة قضائية في البلاد، وهو إنجاز ذو تأثير طويل الأمد يمتد لعقود قادمة.

"أمريكا أولاً": تحولات السياسة الخارجية

على الصعيد الدولي، تميز العام الأول لترمب بتطبيق شعار "أمريكا أولاً" بشكل عملي، مما أدى إلى تغيير جذري في السياسة الخارجية الأمريكية. فقد انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ (TPP)، وأعلنت نيتها الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، مما أثار ردود فعل متباينة عالمياً. يرى مؤيدو ترمب في هذه الخطوات استعادة للسيادة الوطنية وحماية للمصالح الاقتصادية الأمريكية، بينما يرى منتقدوه أنها أدت إلى عزلة الولايات المتحدة وتوتر علاقاتها مع حلفائها التقليديين في أوروبا وحلف الناتو.

الاستقطاب السياسي وتأثيره

لا يمكن إغفال السياق العام الذي مر به هذا العام، حيث شهدت الولايات المتحدة حالة غير مسبوقة من الاستقطاب السياسي الحاد بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وقد ساهمت تحقيقات المحقق الخاص روبرت مولر بشأن التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات في زيادة حدة التوتر في واشنطن. ورغم هذه التحديات، يرى ترمب أن قدرته على الصمود وتحقيق أجندته رغم ما يصفه بـ"المطاردة الساحرة" هو دليل على نجاح عامه الأول وقوة إدارته.

spot_imgspot_img