أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على النجاح الكبير الذي حققته العمليات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، مشيراً إلى أن استراتيجيته القائمة على مبدأ “السلام عبر القوة” قد أثبتت فاعليتها في دحر التنظيمات المتطرفة واستعادة الاستقرار في المناطق المضطربة. وجاءت هذه التصريحات لتسلط الضوء على الإنجازات الميدانية التي تحققت خلال فترة ولايته، والتي تضمنت القضاء على الخلافة المزعومة للتنظيم في كل من العراق وسوريا.
السياق التاريخي وسقوط “الخلافة”
بالعودة إلى السياق العام، كان تنظيم داعش قد سيطر في عام 2014 على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا، ما شكل تهديداً وجودياً للأمن الإقليمي والدولي. وقد ركزت الإدارة الأمريكية تحت قيادة ترمب على تكثيف الضربات الجوية ودعم القوات المحلية الشريكة، مثل قوات سوريا الديمقراطية والجيش العراقي. وتوجت هذه الجهود في مارس 2019 بالسيطرة على “الباغوز”، آخر معاقل التنظيم في شرق سوريا، وهو ما اعتبرته الإدارة الأمريكية حينها نصراً عسكرياً حاسماً أنهى السيطرة الجغرافية للتنظيم بنسبة 100%.
استراتيجية السلام عبر القوة
يرتكز مفهوم “السلام عبر القوة” الذي يروج له ترمب على فكرة أن امتلاك قوة عسكرية ساحقة واستعراضها عند الضرورة هو الرادع الأكبر للأعداء، وهو مبدأ مستوحى من سياسات الرئيس الأسبق رونالد ريغان. ويرى ترمب أن تخفيف قواعد الاشتباك ومنح القادة العسكريين صلاحيات أوسع في الميدان ساهم بشكل مباشر في تسريع وتيرة العمليات العسكرية وتقليل البيروقراطية التي كانت تعيق الحسم في فترات سابقة، مما أرسل رسالة قوية حول الجدية الأمريكية في مكافحة الإرهاب.
أهمية الحدث وتأثيره الإقليمي والدولي
لا تقتصر أهمية هذه العمليات على الجانب العسكري فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً جيوسياسية هامة. فقد أدى القضاء على قيادات الصف الأول في التنظيم، وعلى رأسهم أبو بكر البغدادي في عملية خاصة بريف إدلب، إلى تشتيت الهيكل التنظيمي لداعش وإضعاف قدرته على تجنيد مقاتلين جدد أو شن هجمات منسقة عابرة للحدود. دولياً، ساهم هذا النجاح في طمأنة الحلفاء الأوروبيين والشركاء في الشرق الأوسط حول التزام واشنطن بأمن المنطقة، رغم الجدل الذي أثير لاحقاً حول تقليص عدد القوات الأمريكية.
وفي الختام، تظل هذه العمليات علامة فارقة في تاريخ الحرب على الإرهاب، حيث أثبتت أن الجمع بين العمل الاستخباراتي الدقيق والقوة العسكرية المفرطة يمكن أن يغير المعادلات على الأرض، وإن كانت التحذيرات لا تزال قائمة بضرورة معالجة الأسباب الجذرية للتطرف لضمان عدم عودة التنظيم بأسماء أو أشكال جديدة.


