spot_img

ذات صلة

خطة غزة والمرحلة الثانية: ترقب للقاء ترمب ونتنياهو

تتجه الأنظار الإقليمية والدولية صوب اللقاء المرتقب الذي سيجمع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث تشير التحليلات السياسية إلى أن هذا الاجتماع قد يكون حاسماً في رسم ملامح «المرحلة الثانية» من الخطة المتعلقة بمستقبل قطاع غزة. يأتي هذا اللقاء في توقيت بالغ الحساسية، حيث تبحث إسرائيل عن غطاء سياسي دولي قوي للمضي قدماً في ترتيبات ما بعد الحرب، أو ما يعرف بـ «اليوم التالي».

أهمية اللقاء في السياق السياسي الراهن

لا يمكن فصل هذا اللقاء عن السياق العام للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وتحديداً الكيمياء السياسية التي جمعت الرجلين خلال فترة رئاسة ترمب الأولى. يرى مراقبون أن نتنياهو يعول كثيراً على دعم الجمهوريين، وعلى رأسهم ترمب، لتمرير رؤيته الأمنية والسياسية لقطاع غزة، والتي قد تتضمن ترتيبات أمنية طويلة الأمد تختلف عما تطرحه الإدارة الديمقراطية الحالية. إن المرحلة الثانية من الخطة، وفقاً للتسريبات والتحليلات، قد تتضمن الانتقال من العمليات العسكرية المكثفة إلى السيطرة الأمنية الموجهة، مع البحث عن بدائل إدارية مدنية للقطاع.

الخلفية التاريخية وتأثيرها على القرار

بالعودة إلى الوراء، تميزت فترة حكم ترمب بقرارات غير مسبوقة لصالح إسرائيل، مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، بالإضافة إلى طرح «صفقة القرن». هذه الخلفية تجعل من اللقاء فرصة لنتنياهو لاستشراف الموقف الأمريكي المستقبلي في حال عودة ترمب للبيت الأبيض، ومحاولة مواءمة «خطة غزة» مع الرؤية الأمريكية المتوقعة، مما يمنح تل أبيب هامش مناورة أوسع بعيداً عن الضغوط الحالية التي تمارسها بعض الأطراف الدولية.

التداعيات الإقليمية والدولية المتوقعة

إن الانتقال للمرحلة الثانية من خطة غزة بناءً على تفاهمات مع تيار ترمب قد يلقي بظلاله على المشهد الإقليمي برمته. فالدول العربية المجاورة، وتحديداً مصر والأردن، تترقب بحذر أي ترتيبات قد تمس الأمن القومي العربي أو تؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية. كما أن المجتمع الدولي يخشى من أن يؤدي أي ضوء أخضر أمريكي جديد إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع وتعقيد مسارات الحل الدبلوماسي. وبالتالي، فإن مخرجات هذا اللقاء لن تكون مجرد تفاهمات ثنائية، بل ستكون بمثابة مؤشر لاتجاهات الرياح السياسية في الشرق الأوسط للسنوات القادمة.

ختاماً، يبقى تنفيذ المرحلة الثانية من خطة غزة رهناً بالتوافقات السياسية الكبرى، حيث يسعى نتنياهو لضمان دعم أمريكي غير مشروط، مستغلاً ورقة الانتخابات الأمريكية والتحالفات القديمة لتعزيز موقفه الداخلي والخارجي في آن واحد.

spot_imgspot_img