spot_img

ذات صلة

ترمب والإخوان: هل يكتب الرئيس الأمريكي نهاية التنظيم؟

مع تصاعد الزخم السياسي المحيط بالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، وعودته القوية إلى المشهد العالمي، تتجه الأنظار صوب تداعيات هذه العودة على حركات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين. يشير المحللون إلى أن السياسات المتوقعة للإدارة الأمريكية الجديدة قد تمثل "زلزالاً" سياسياً يعصف بما تبقى من هيكل التنظيم الدولي للجماعة، الذي يعاني أصلاً من أزمات داخلية وإقليمية حادة.

السياق التاريخي: عداء قديم وسياسات صارمة

لا يمكن قراءة المشهد الحالي بمعزل عن الولاية الأولى لدونالد ترمب (2017-2021)، التي اتسمت بعداء واضح لتيارات الإسلام السياسي. خلال تلك الفترة، عملت إدارته بشكل وثيق مع الحلفاء العرب في مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لمحاصرة نفوذ الجماعة. وقد شهدت تلك الحقبة نقاشات جدية داخل البيت الأبيض حول تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو الملف الذي يرجح مراقبون أن يعاد فتحه بقوة وزخم أكبر في ظل المعطيات الراهنة، مما يضيق الخناق قانونياً وسياسياً على أذرع الجماعة في الغرب.

المتغيرات الإقليمية وتضييق الخناق

تأتي عودة ترمب في توقيت بالغ الحساسية، حيث تختلف الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط عما كانت عليه قبل سنوات. فقد شهدت المنطقة مصالحات كبرى، أبرزها التقارب التركي المصري، والتحولات في السياسة الخارجية لعدد من الدول التي كانت توفر ملاذات آمنة لأعضاء الجماعة. هذا الواقع الجديد، مدعوماً بدعم أمريكي متوقع للأنظمة الوطنية المستقرة، يعني فقدان الجماعة لأهم أوراقها ومنابرها الإعلامية، مما يحولها إلى كيان معزول بلا ظهير إقليمي قوي.

الأثر الدولي: أوروبا تحذو حذو واشنطن

لن يقتصر تأثير "زلزال ترمب" على الداخل الأمريكي أو الشرق الأوسط فحسب، بل سيمتد صداه إلى القارة الأوروبية. تشهد أوروبا حالياً تحولاً يمينياً وتوجهاً صارماً نحو مراقبة تمويل الجمعيات الإسلامية ومكافحة التطرف. ومن المتوقع أن تشجع سياسات ترمب الحكومات الأوروبية على اتخاذ إجراءات أكثر حدة ضد شبكات الإخوان المتغلغة في المجتمع المدني الأوروبي، مما يقطع شريان الحياة المالي واللوجيستي الأخير للتنظيم.

مستقبل غامض وتفكك داخلي

في ظل هذه الضغوط الخارجية غير المسبوقة، تعيش الجماعة حالة من التفكك الداخلي والصراع على القيادة بين جبهات مختلفة (لندن وإسطنبول). ويرى الخبراء أن الضربة التي قد يوجهها ترمب، سواء عبر عقوبات اقتصادية أو عزلة سياسية، قد تكون القشة التي تقصم ظهر البعير، محولةً الجماعة من تنظيم دولي مؤثر إلى مجموعات صغيرة متناثرة تصارع من أجل البقاء، مما يعزز فرضية أن الجماعة تسير فعلياً نحو الزوال التاريخي كفاعل سياسي مؤثر.

spot_imgspot_img