spot_img

ذات صلة

ترامب للأمريكيين: لديكم رئيس مناضل حقق السلام وأنهى الحروب

في خطاب حماسي وجهه إلى الشعب الأمريكي، جدد الرئيس السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب التأكيد على صورته كـ “رئيس مناضل”، مستعرضاً ما وصفه بإنجازاته التاريخية في تجنيب الولايات المتحدة ويلات الحروب وتحقيق خطوات ملموسة نحو السلام العالمي خلال فترة ولايته.

السياسة الخارجية ومبدأ “أمريكا أولاً”

ركز ترامب في حديثه على العقيدة السياسية التي تبناها تحت شعار “أمريكا أولاً”، مشيراً إلى أنه كان الرئيس الوحيد منذ عقود الذي لم يقم بشن أي حروب جديدة. واستحضر الرئيس السابق قراراته المتعلقة بسحب القوات الأمريكية من مناطق النزاع الطويلة، مؤكداً أن استراتيجيته كانت تعتمد على القوة الدبلوماسية والاقتصادية بدلاً من التدخل العسكري المباشر الذي استنزف موارد البلاد لسنوات طويلة.

وفي سياق حديثه عن السلام، أشار ترامب بفخر إلى “اتفاقيات إبراهيم” التي رعتها إدارته، والتي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، معتبراً ذلك اختراقاً تاريخياً في منطقة الشرق الأوسط استعصى على الإدارات السابقة. ويرى أنصاره أن هذه الخطوات كانت دليلاً قاطعاً على قدرته على عقد صفقات معقدة تخدم الأمن والسلم الدوليين.

مواجهة التحديات الداخلية والخارجية

لم يقتصر خطاب ترامب على السياسة الخارجية فحسب، بل ربط بين نضاله الخارجي ومعاركه الداخلية. حيث صور نفسه كحائط صد أمام ما يصفه بـ “الدولة العميقة” والخصوم السياسيين الذين يحاولون عرقلة مسيرته. واستخدم مصطلح “الرئيس المناضل” ليؤكد لجمهوره أنه يتحمل الملاحقات القانونية والهجمات الإعلامية نيابة عنهم، في إشارة واضحة لتعزيز قاعدته الشعبية استعداداً للاستحقاقات الانتخابية القادمة.

السياق الانتخابي وتأثير الخطاب

يأتي هذا الخطاب في توقيت حساس للغاية مع اقتراب السباق الرئاسي لعام 2024، حيث يسعى ترامب للمقارنة بين فترة حكمه والفترة الحالية في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، مستغلاً التوترات الجيوسياسية الحالية في أوكرانيا والشرق الأوسط للتدليل على أن العالم كان “أكثر أماناً” في عهده. ويهدف هذا السرد إلى استقطاب الناخبين المترددين الذين يشعرون بالقلق تجاه الاستقرار العالمي والاقتصادي.

ويرى المحللون أن تركيز ترامب على ثيمات “السلام” و”إنهاء الحروب” يعد تحولاً ذكياً في استراتيجيته الانتخابية، حيث يحاول تقديم نفسه ليس فقط كزعيم قوي، بل كصانع سلام قادر على إعادة الاستقرار لنظام عالمي مضطرب، وهي رسالة تلقى صدى واسعاً لدى قطاع كبير من الأمريكيين الذين سئموا من التدخلات الخارجية المكلفة.

spot_imgspot_img