spot_img

ذات صلة

خطة ترامب لأوكرانيا: جدل واسع ومخاوف من تنازلات لبوتين

أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن مقترحاته لإنهاء الحرب في أوكرانيا لا تمثل عرضاً نهائياً، وذلك في تصريح جاء وسط تصاعد التحفظات في الأوساط الأوروبية والأوكرانية، بالإضافة إلى معارضة من داخل الكونغرس الأمريكي. وقال ترامب للصحفيين: «يجب أن تنتهي الحرب بطريقة أو بأخرى»، وعندما سُئل عما إذا كان اقتراحه يمثل عرضاً نهائياً، أجاب بوضوح: «لا»، مما يفتح الباب أمام مفاوضات وتعديلات محتملة، ولكنه يزيد أيضاً من حالة عدم اليقين المحيطة بمستقبل الصراع.

خلفية الصراع وسياق المبادرة

تأتي هذه المبادرة في سياق حرب مستمرة منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، والذي يعد تصعيداً كبيراً للنزاع الذي بدأ في عام 2014 بضم روسيا لشبه جزيرة القرم ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا. على مدار السنوات الماضية، تسبب الصراع في أزمة إنسانية هائلة، ومقتل وجرح مئات الآلاف، وتشريد الملايين، بالإضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية الأوكرانية. فشلت العديد من المبادرات الدبلوماسية السابقة في تحقيق سلام دائم، مما يجعل أي خطة سلام جديدة، خاصة تلك التي تأتي من شخصية بحجم ترامب، محط أنظار العالم بأسره.

ردود فعل متباينة ومخاوف متزايدة

قوبلت تفاصيل الخطة، التي ذكرت مصادر أنها تتكون من 28 بنداً، بمعارضة شديدة. فقد أعرب خمسة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، من بينهم ثلاثة ديمقراطيين وسناتور مستقل وآخر جمهوري، عن مخاوف جدية، مؤكدين أن السلام الدائم لا يمكن تحقيقه عبر «تقديم تنازلات متتالية لبوتين، أو بإضعاف قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها». وشدد الأعضاء على أن «التاريخ علمنا أن بوتين لا يفهم إلا القوة، ولن يحترم أي اتفاق لا يكون مضموناً بالقوة»، مطالبين بضرورة التشاور الكامل مع أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل اتخاذ أي خطوة. من جانبه، اعتبر السيناتور الجمهوري روجر ويكر، رئيس لجنة القوات المسلحة، أن الخطة تنطوي على «مشاكل حقيقية»، معرباً عن شكه في قدرتها على إحلال السلام، ومؤكداً أنه «لا ينبغي إجبار أوكرانيا على التنازل عن أراضيها لأحد».

الأهمية والتأثيرات المحتملة

على الصعيد الدولي، تثير الخطة قلقاً عميقاً لدى الحلفاء الأوروبيين الذين يخشون من أن تؤدي أي تسوية متسرعة إلى تقويض الأمن الأوروبي وتشجيع روسيا على المزيد من العدوان. ويواصل القادة الأوروبيون صياغة رد منسق، خاصة بعد أن طلب الرئيس الأمريكي السابق من كييف قبول خطته بحلول مهلة محددة. وفي هذا الإطار، من المقرر أن يجتمع مسؤولون من الولايات المتحدة وأوكرانيا ودول أوروبية في سويسرا لبحث الخطة وتداعياتها. أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد رفض الخطة بشكل قاطع، مؤكداً أنه سيقدم بدائل للإدارة الأمريكية، مما يعكس تمسك كييف بسيادتها ووحدة أراضيها كشرط أساسي لأي مفاوضات سلام مستقبلية.

spot_imgspot_img