spot_img

ذات صلة

ترامب وشي جين بينغ: تفاصيل اتصال هاتفي وزيارة مرتقبة للصين

أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اليوم (الإثنين)، عن إجرائه “اتصالاً هاتفياً جيداً جداً” مع نظيره الصيني شي جين بينغ، كاشفاً عن عزمه زيارة بكين في أبريل القادم. وفي منشور عبر منصته “تروث سوشال”، أوضح ترامب أنه بحث مع شي عدداً من القضايا المحورية، شملت الحرب في أوكرانيا، وأزمة الفنتانيل، بالإضافة إلى ملفات تجارية هامة مثل فول الصويا ومنتجات زراعية أخرى. وأضاف أنه تم إنجاز “اتفاق جيد ومهم للغاية” لصالح المزارعين الأمريكيين، مؤكداً أن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين “قوية للغاية”.

وأشار ترامب إلى أن هذا الاتصال جاء كمتابعة لاجتماعهما “الناجح للغاية” الذي عُقد في كوريا الجنوبية قبل ثلاثة أسابيع، لافتاً إلى إحراز “تقدم كبير” من الجانبين منذ ذلك اللقاء. وأكد ترامب موافقته على دعوة الرئيس شي لزيارة بكين في أبريل 2026، مبيناً أنه وجه بدوره دعوة للرئيس الصيني للقيام بـ”زيارة دولة” إلى الولايات المتحدة في وقت لاحق من العام.

سياق تاريخي للعلاقات الأمريكية الصينية

تأتي هذه المحادثات في سياق علاقة معقدة بين الرجلين خلال فترة رئاسة ترامب الأولى (2017-2021)، التي اتسمت بـحرب تجارية شرسة فرض خلالها الطرفان رسوماً جمركية على سلع بمليارات الدولارات. ورغم التوترات الاقتصادية، حافظ ترامب غالباً على خطاب إيجابي تجاه علاقته الشخصية بشي. وكانت القضايا الرئيسية آنذاك تتمحور حول العجز التجاري الأمريكي، وسرقة الملكية الفكرية، والتوترات في بحر الصين الجنوبي، وملف تايوان. وقد تُوّجت تلك الفترة بتوقيع “المرحلة الأولى” من الاتفاق التجاري الذي سعى لمعالجة بعض هذه الخلافات، قبل أن تزيد جائحة كوفيد-19 من توتر العلاقات بشكل حاد.

أهمية الملفات المطروحة وتأثيرها الدولي

تحمل القضايا التي نوقشت في الاتصال أهمية استراتيجية كبرى. فملف تايوان، الذي أكدت وكالة “شينخوا” الصينية أن شي شدد على تمسك بكين بـ”عودتها”، يمثل النقطة الأكثر حساسية في العلاقات الثنائية ويمكن أن يشعل صراعاً إقليمياً. من جهة أخرى، يعكس الحديث عن الحرب الأوكرانية الدور الذي يمكن أن تلعبه الصين كوسيط محتمل أو كداعم لروسيا، وهو ما يراقبه الغرب عن كثب. أما أزمة الفنتانيل، فهي قضية أمن قومي وصحة عامة في الولايات المتحدة، حيث تتهم واشنطن شركات صينية بتصدير المواد الكيميائية اللازمة لإنتاج هذا المخدر الفتاك، مما يجعل التعاون الصيني ضرورياً لمكافحة الأزمة.

التأثير المتوقع للتقارب المحتمل

إن أي تقارب مستقبلي بين ترامب وشي، في حال عودة الأول إلى البيت الأبيض، سيكون له تأثير عميق على الساحة الدولية. على الصعيد الاقتصادي، قد يؤدي إلى إعادة التفاوض حول الاتفاقيات التجارية، مما يؤثر على الأسواق العالمية وسلاسل التوريد. أما على الصعيد الجيوسياسي، فإن طبيعة التفاهمات بين أكبر اقتصادين في العالم ستحدد مسار العديد من الأزمات الدولية، من أوروبا الشرقية إلى المحيط الهادئ. وتبقى هذه التطورات مؤشراً على الديناميكية الفريدة التي تجمع بين التنافس الشديد والحوار البراغماتي في العلاقات الأمريكية الصينية.

spot_imgspot_img