
ضجت منصات التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية بأنباء مقلقة تتحدث عن مرور أيقونة الغناء العربي، السيدة فيروز، بضائقة مالية خانقة، وصلت حد المزاعم بفقدانها لمنزلها وبحثها عن شقة سكنية بديلة لعدم قدرتها على تأمين مسكن يليق بتاريخها، وهو ما أثار موجة من القلق والجدل في الأوساط الفنية والجماهيرية.
وفي رد حاسم على هذه الشائعات، نفت الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية، المعروفة بقربها من العائلة الرحبانية، صحة هذه الأنباء جملة وتفصيلاً. وأكدت الأحمدية في تصريحات صحفية أن «جارة القمر» تعيش بكرامة وعزة نفس، ولم تفقد أموالها كما يشاع، ولم تضطر يوماً للبحث عن شقة سكنية بدافع الحاجة. ووصفت الإعلامية هذه الأقاويل بأنها «شائعات مغرضة لا أساس لها من الصحة»، مستنكرة توقيت إطلاق مثل هذه الأخبار الكاذبة التي لا تراعي خصوصية الفنانة الكبيرة ومكانتها.
فيروز.. رمز فني يتجاوز الشائعات
تأتي هذه الشائعات في وقت تلتزم فيه السيدة فيروز، واسمها الحقيقي نهاد وديع حداد، الصمت والابتعاد عن الأضواء، وهو نهج اتبعته لسنوات طويلة، مفضلة أن تتحدث أعمالها عنها. وتعتبر فيروز واحدة من أهم الأصوات في تاريخ الموسيقى العربية، حيث شكلت مع الأخوين رحباني (عاصي ومنصور) ظاهرة فنية وثقافية فريدة أحدثت ثورة في الأغنية العربية والموسيقى المسرحية. قدمت خلال مسيرتها مئات الأغاني والمسرحيات الغنائية التي رسخت في الذاكرة الجمعية للشعوب العربية، من «جبال الصوان» إلى «ميس الريم» و«بترا».
تاريخ من الخصوصية والغموض
لطالما كانت حياة فيروز الشخصية مادة دسمة للشائعات بسبب ندرة ظهورها الإعلامي وحرصها الشديد على إبقاء حياتها الخاصة بعيدة عن التداول العام. هذا الغموض الذي يحيط بحياتها اليومية يفتح المجال أحياناً لانتشار أخبار غير دقيقة تتعلق بصحتها أو وضعها المالي. إلا أن المقربين منها يؤكدون دائماً أن السيدة فيروز تعيش حياتها بهدوء في منزلها، محاطة بمحبة الملايين واحترامهم، وأن وضعها المادي والاجتماعي مستقر ولا يدعو للقلق.
الأهمية الثقافية والوطنية لجارة القمر
لا يمكن التعامل مع أخبار فيروز كأي خبر فني عابر، فهي تمثل رمزاً وطنياً للبنان وجزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية العربية. صوتها الذي رافق اللبنانيين في السلم والحرب، ووحد العرب من المحيط إلى الخليج، جعل منها أيقونة تتجاوز حدود الفن. ولذلك، فإن أي شائعة تمس كرامتها أو حياتها الشخصية تقابل دائماً برفض شعبي واسع ودفاع مستميت من محبيها الذين يعتبرونها «سفيرة لبنان إلى النجوم» والعمود السابع لبعلبك. إن الحفاظ على صورة فيروز ناصعة وكريمة هو مطلب جماهيري، نظراً لما قدمته من فن راقٍ ارتقى بالذائقة العربية على مدار عقود.


