spot_img

ذات صلة

توقعات أسعار النفط ترتفع بفضل سياسة أوبك بلس

في تحديث جديد يعكس ديناميكيات السوق العالمية المتغيرة، رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لمتوسط أسعار النفط للعام الجاري، مرجعة ذلك بشكل أساسي إلى استراتيجيات الإنتاج التي تتبعها مجموعة «أوبك بلس»، بالإضافة إلى السلوك الاستراتيجي للصين في تعزيز مخزوناتها الوطنية. هذا التقرير يأتي في وقت تشهد فيه أسواق الطاقة حالة من الترقب والحذر نتيجة التوترات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية العالمية.

ووفقاً لتقرير توقعات الطاقة قصيرة الأجل الصادر عن الإدارة، فمن المتوقع أن يبلغ متوسط أسعار خام برنت القياسي 68.91 دولار للبرميل خلال هذا العام، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 0.2% عن التقديرات السابقة. وبالتوازي مع ذلك، تم رفع توقعات متوسط سعر الخام الأمريكي (غرب تكساس الوسيط) بنسبة 0.3% ليصل إلى 65.32 دولار للبرميل. تشير هذه الأرقام إلى أن سياسة خفض الإنتاج الطوعي التي تنتهجها دول «أوبك بلس» تنجح جزئياً في وضع حد أدنى للأسعار، مما يمنع انزلاقها لمستويات أدنى في ظل ضعف النمو الاقتصادي في بعض المناطق.

مستقبل الإنتاج الأمريكي وتحديات 2026

على صعيد الإنتاج المحلي في الولايات المتحدة، يحمل التقرير أخباراً متباينة؛ فمن جهة، رفعت الإدارة توقعاتها لإنتاج النفط الأمريكي لعام 2025 بمقدار 20 ألف برميل يومياً، ليصل المتوسط إلى مستوى قياسي غير مسبوق يبلغ 13.61 مليون برميل يومياً. يعكس هذا الرقم قدرة قطاع النفط الصخري الأمريكي على التكيف والنمو رغم التحديات البيئية والتمويلية. ومع ذلك، تم خفض توقعات الإنتاج لعام 2026 بمقدار 50 ألف برميل، ليستقر عند 13.53 مليون برميل يومياً، مما قد يشير إلى بداية مرحلة استقرار أو تباطؤ في نمو الإنتاج الأمريكي على المدى المتوسط.

المخزونات العالمية ومسار الأسعار المستقبلي

من النقاط الجوهرية التي أبرزها التقرير هي التوقعات باستمرار ارتفاع مخزونات النفط العالمية حتى عام 2026. هذا التراكم في المخزونات، المدفوع جزئياً بزيادة الإنتاج من خارج أوبك وتباطؤ نمو الطلب، من المتوقع أن يضغط بقوة على الأسعار مستقبلاً. حيث تتوقع الإدارة أن ينخفض سعر خام برنت بشكل ملحوظ ليصل إلى متوسط 55 دولاراً للبرميل في الربع الأول من عام 2026، وأن يظل قريباً من هذا المستوى لبقية العام، مما قد يعيد تشكيل ميزانيات الدول المنتجة ويؤثر على استثمارات الطاقة العالمية.

وفيما يتعلق بالطلب العالمي، أظهر تقرير شهر ديسمبر انخفاضاً طفيفاً في توقعات الاستهلاك بنحو 0.2%، ومع ذلك، لا يزال المسار العام تصاعدياً، حيث من المتوقع أن يرتفع الاستهلاك العالمي إلى 103.9 مليون برميل يومياً هذا العام، مقارنة بـ 102.8 مليون برميل يومياً في العام الماضي. وتلعب الصين دوراً محورياً في هذه المعادلة، حيث يساهم استمرارها في بناء المخزونات الاستراتيجية في امتصاص جزء من الفائض في السوق، مما يحد من وتيرة انخفاض الأسعار في الأشهر المقبلة.

spot_imgspot_img